ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 19/04/2024



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 19/04/2024 حيث تابع الحديث عن غزوة أحد وقال:

عندما كان النبي ﷺ راجعًا إلى المدينة بعد انتهاء المعركة، خرجت نساء المدينة اللواتي لاستقباله وكان من بينهن حمنة بنت جحش، وكان قد استشهد ثلاثة من أقربائها في هذه الغزوة. فلما رآها النبي ﷺ قال احتسبي فقيدًا لك. فسألت عمن استشهد من أقاربها؟ فقال النبي ﷺ: خالك حمزة. قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قالت رفع الله درجاته، ما أروع ما لقيه! ثم قال النبي ﷺ احتسبي آخر، فسألت عمن يكون، قال النبي ﷺ: أخوك عبد الله بن جحش. فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قالت الحمد لله، ما أروع ما لقيه! ثم قال ﷺ: يا حمنة احتسبي آخر، فسألت عمن يكون أيضا، فقال النبي ﷺ: لقد استشهد زوجك. فسالت عيناها بالدموع، وقالت: وا حرباه! فقال النبي ﷺ: "إِنَّ لِلزَّوْجِ مِنْ الْمَرْأَةِ لَشُعْبَةً مَا هِيَ لِشَيْءٍ"، فلما أخبرها باستشهاد خالها قالت إنا لله وإنا إليه راجعون، ولما أخبرتها عن استشهاد أخيها قالت أيضا إنا لله وإنا إليه راجعون، ولكن لما أخبرتها عن استشهاد زوجها تنهدت تنهيدة عميقة وقالت وا حرباه! ولم تتمالك دموعها وأبدت حزنها. ثم قال ﷺ إن المرأة في مثل هذا الوقت تنسى أعز أقاربها حتى الذين تربطها بهم علاقة الدم، إلا أنها لا تستطيع أن تنسى زوجها المحب. ثم سأل ﷺ حمنة: لماذا قلتِ وا حرباه عند سماعك خبر وفاة زوجك؟ قالت: يا رسول الله ذكرت يُتم ولده، فمن سيعتني بهم بعده؟ فدعا لها النبي ﷺ: أبدلك الله خيرًا منه رعايةً لأطفالك. فكانت نتيجة دعائه أن تزوجت حمنة من طلحة فولدت منه محمدًا بن طلحة، وورد في كتب التاريخ أن طلحة لم يكن يحب ابنه محمدًا حبّه لأولاد حمنة من زوجها الأول. وكان الناس يقولون ليس أفضل من طلحة رعاية لأولاد الآخرين، وكان ذلك نتيجة دعاء النبي ﷺ.

وعندما رجع النبي ﷺ من غزوة أُحد إلى المدينة تصاعدت أصوات البكاء من أزقة المدينة. فقال ﷺ: ما هذا البكاء. قال معاذ: نساء الأنصار يبْكِينَ هَلْكَاهُنَّ يوْمَ أُحُدٍ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بوَاكِيَ لَهُ. ثم دعا لمغفرة حمزة. فلما سمع سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وعبد الله بن رواحة ذلك، ذهبوا إلى حاراتهم وجمعوا النائحات والباكيات، وقالوا لن يبكي أحد على شهداء الأنصار ما لم تبكين على حمزة عمّ النبي ﷺ لأنه قال: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بوَاكِيَ لَهُ.

يقول سيدنا المصلح الموعود رضي الله عنه:

لقد ورد في التاريخ أن حضرة علي عاد من أحد وأعطى سيفه لحضرة فاطمة وقال: اغسليه فقد قام اليوم بعمل عظيم. ولما سمع النبي ﷺ ذلك قال: يا علي! هناك الكثير من إخوانك الذين أظهرت سيوفهم جوهرهم. وذكر أسماء ستة أو سبعة من الصحابة وقال إن سيوفهم ليست أقل من سيفك. فلم يحتمل أن يتكلم صهره بشيء من شأنه أن يمس قلوب الصحابة الآخرين، فقد كان ﷺ رغم جراحه واستشهاد أقاربه وأصحابه يتحنن على الجميع ويعزي الجميع. 

واستكمالًا لغزوة أحد وقعت غزوة حَمْرَاءُ الْأسَدْ وهو مكان على مسافة ثمانية أميال من المدينة المنورة.

فبعد غزوة أحد، عاد رسول الله ﷺ إلى المدينة المنورة مساء، ورغم إصابته البالغة، تمكن من صلاة المغرب ثم العشاء في المسجد. وبعد صلاة العشاء، ذهب إلى منزله، ولكنه قضى الليل مستيقظا لأنه كان يخشى أن يخطط أبو سفيان لمهاجمة المدينة بجيشه. ولهذا السبب كان هناك نوع من الطوارئ في المدينة وكانت هناك حراسة دائمة خارج بيت النبي ﷺ. كان التقرير الأول يقول إن أبا سفيان عائدٌ بجيشه نحو مكة بسرعة كبيرة. ولكن مع ذلك لم يكن النبي ﷺ غافلا عن ذلك، وقد ثبتت صحة مخاوفه، فلم ينته الليل حتى بلغه أن أبا سفيان يستعد للعودة بجيشه لمهاجمة المدينة المنورة.

فقد كان كل من يلتقي بالمشركين وهم عائدون من ميدان أحد، يسخر منهم قائلًا إنكم لم تقتلوا محمدا، وما  أتيتم بنساء المسلمين، ولا جلبتم أسراهم، ولا جئتم بالغنائم، فعن أي نصر تتحدثون؟ فأقاموا على بعد عشرات الأمتار من المدينة، وبدأوا يتجادلون فيما بينهم قائلين صحيح أنه ليس لدينا أسرى ولا غنائم، فيجب أن نعود ونهاجم المدينة. إلا أن قائدًا منهم وهو صفوان بن أمية، أشار عليهم بعدم القيام بذلك، وألا يفكروا في مهاجمة المدينة، وإلا سيلقون هزيمة نكراء. ولكن أكثرية أصحاب أبي سفيان قرروا غزو المدينة وإلا فبأي وجه يعودون إلى مكة؟

مع استمرار هذا التشاور في جيش أبي سفيان، أذّن بلال لصلاة الفجر وجلس ينتظر خروج النبي ﷺ. وعند ذلك جاء عبد الله بن عمرو بن عوف المزني يبحث عن النبي ﷺ. فلما خرج أخبره أنه كان قادمًا من أهله، وفي الطريق رأى أبا سفيان وأصحابه يقولون فيما بينهم أنهم لم يفعلوا شيئا وعليهم الهجوم لاقتلاع من بقي من المسلمين فجعل صفوان بن أمية ينهاهم عن ذلك، ويقول: لاتفعلوا فإني أخاف أن يجمع عليكم من تخلف من المسلمين من الخروج في أحد، وعندها ستهزمون.

 لما سمع النبي ﷺ هذا قال أرشدهم صفوان وما كان برشيد ثم قال بكل جلال: "والذي نفسي بيده لقد سومت لهم الحجارة ولو رجعوا لكانوا كأمس الذاهب"

وفي ختام الخطبة قال أمير المؤمنين نصره الله:

أحثكم على الاستمرار بالدعاء فكما كان يُخشى شنت إسرائيل هجمة مباشرة على إيران وهذا سيؤدي إلى أن تسوء الأمور أكثر وعلى الأمة أن تتعقل لمحاربة عدوها مجتمعة.

ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة من حياتهم.