ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 24/05/2024



  

بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الرابع والعشرين من شهر مايو/أيار الجاري، حيث قال:

من منة الله علينا أنه وفقنا للإيمان بالمسيح الموعود عليه السلام الذي وعد الله تعالى بالنشأة الثانية للإسلام على يده، وقد بُعث بحسب وعود الله ورسوله ﷺ خادمًا صادقًا للنبي ﷺ لتجديد دين الإسلام، ثم بحسب وعد الله وبشارات نبيه ﷺ، جرت الخلافة في جماعة المسيح الموعود عليه السلام، وبحسب هذه الوعود والبشارات والأنباء، نحتفل كل عام بيوم الخلافة في 27 مايو/أيار. لقد توفي المسيح الموعود عليه السلام في 26 مايو/أيار وفي اليوم التالي انتخب مولانا نور الدين خليفة أول للمسيح الموعود، حيث بويع على إكمال مهمته عليه السلام، وبعد وفاته، بايعت الجماعة الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام؛ ورغم المعارضة، رأينا تأييدات الله تعالى للخلافة، واستمرت خلافته حوالي 52 سنة، ازدهرت خلالها الجماعة أضعافًا مضاعفة، ثم بعد وفاته بويع للخليفة الثالث، ورغم سعي الحكومات للقضاء على الجماعة، إلا أنها قد واصلت ازدهارها وتقدمها. وفي عهد الخليفة الرابع أرانا الله مشاهد تأييداته، ورغم محاولة الأعداء القضاء على الجماعة والخلافة، واضطرار الخليفة للهجرة إلى بريطانيا إلا أن العالم قد رأى كيف ازدهرت الجماعة بصورة أسرع من ذي قبل، ومات الأعداء كمدا. وبعد وفاته، حقق الله وعده وانتخبني الله تعالى خليفة خامسًا، ورغم ضعفي، أيدني الله بتأييد غير عادي ومضت الجماعة قدما في ازدهارها. وتأسست الجماعة في بلدان كثيرة وبُنِيت المساجد في آلاف المدن وأرى الله الأحمديين مشاهد تأييد الجماعة وعزز صدقها في قلوبهم، وانضم العديد من المخلصين إليها في شتى أنحاء العالم.

كان لا بد لهذا الازدهار أن يتحقق، فهو وعد الله تعالى ورسوله ﷺ، والله لا يخلف الميعاد ولا يمكن أن يترك أنباء حبيبه ﷺ ويقصر في تحقيقها، فقد قال ﷺ:

"تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ." ثم سكت.

فنحن سعداء أننا رأينا تحقق هذا الوعد النبوي وإن المرتبطين بجماعة الخادم الصادق للنبي ﷺ سيرثون أفضال الله تعالى باستمرار.

منذ بعثة المسيح الموعود عليه السلام، قُضي على التصور الخاطئ للخلافة، وكما قال رسول الله ﷺ بإن الخلافة ستعود على منهاج النبوة، بُعث المسيح الموعود عليه السلام خليفةً للنبي ﷺ، وقد قال إنه خاتم الخلفاء وأن كل من سيأتي بعده سيأتي تابعًا له، وبالتالي مهما حاول أحد إقامة الخلافة، فإنها لن تقام أبدا بصورة منفصلة عن المسيح الموعود عليه السلام.

ولما اقترب أجل المسيح الموعود عليه السلام تنبأ عن استمرار الخلافة بعده وقال:

"إنه تعالى يُري قسمين من قدرته: أولا، يُري يدَ قدرته على أيدي الأنبياء أنفسهم، وثانيًا، يُري يدَ قدرته بعد وفاة النبي حين تواجه المحن ويتقوى الأعداء ويظنون أن الأمر الآن قد اختل، ويوقنون أن هذه الجماعة سوف تنمحي، حتى إن أعضاءها أنفسهم يقعون في الحيرة والتردد، وتنقصم ظهورهم، بل ويرتدّ العديد من الأشقياء، عندها يُظهر الله تعالى قدرتَه القوية ثانيةً ويُساند الجماعة المنهارة. فالذي يبقى صامدًا صابرًا حتى اللحظة الأخيرة يرى هذه المعجزة الإلهية، كما حصل في عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث ظُنَّ أن وفاة الرسول ﷺ قد سبقت أوانَها، وارتد كثير من جهال الأعراب، وأصبح الصحابة من شدة الحزن كالمجانين، عندها أقام الله تعالى سيدنا أبا بكر وأظهر نموذجًا لقدرته مرة أخرى، وحمى الإسلام من الانقراض الوشيك. وهكذا أتم وعده الذي قال فيه: {ولَيُمكِّننَّ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم وليُبدِّلنّهم من بعد خوفهم أمنًا}.

فيا أحبائي، ما دامت سنة الله القديمة هي أنه تعالى يُري قدرتين، لكي يحطّم بذلك فرحتَين كاذبتين للأعداء، فمن المستحيل أن يغيّر الله تعالى الآن سنته الأزلية. لذلك فلا تحزنوا لما أخبرتكم به ولا تكتئبوا، إذ لا بد لكم من أن تروا القدرة الثانية أيضًا، وإن مجيئها خير لكم، لأنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة. وإن تلك القدرة الثانية لا يمكن أن تأتيكم ما لم أغادر، ولكن عندما أرحل سوف يرسل الله لكم القدرةَ الثانية، التي سوف تبقى معكم إلى الأبد. فمن الضروري أن يأتيكم يومُ فراقي لِيليه ذلك اليوم الذي هو يوم الوعد الدائم. إن إلهنا إلهٌ صادق الوعد، وفِيٌّ وصدوق، وسيُحقق لكم كل ما وعدكم به. وبالرغم من أن هذه الأيام هي الأيام الأخيرة من الدنيا، وهناك كثير من البلايا والمصائب التي آن وقوعها، ولكن لا بد أن تظل الدنيا قائمة إلى أن تتحقق جميع تلك الأنباء التي أنبأ الله تعالى بها".

ثم ذكر أمير المؤمنين نصره الله كيف يهدي الله الناس ليأتوا تحت راية الخلافة، وذكر عددًا من الوقائع لمن دخلوا إما بعد الاستماع إلى خطب أمير المؤمنين أو بعد أن رأوه في الرؤيا أو برؤيته على التلفاز، وكل ذلك يبيّن تأييد الله للخلافة. ثم قال:

إن الله تعالى يشرح صدور الناس للانضمام للجماعة، ويجعل ذوي النفوس الطيبة مخلصين تمامًا للخلافة. كل يوم من تاريخ الخلافة الأحمدية الممتد لـ 118 عامًا لهو شهادة على تأييد الله تعالى للخلافة التي تشهد النجاح يومًا بعد يوم.

ثم دعا أن يعينه الله تعالى بفضله الخاص على القيام بمسؤولياته. وأن يوفق جميع الأحمدييين ليتمسكوا بأهداب الخلافة بكل إخلاص. وأن تجد الخلافة أنصارا حتى يوم القيامة وأن يحقق الله تعالى الغرض الذي بعث من أجله المسيح الموعود (عليه السلام)، ويقيم حكم الله الواحد في العالم من خلال الخلافة. وترفع راية النبي صلى الله عليه وسلم عاليا في العالم.

ثم أعلن أنه سيصلي الغائب مرحومَین اثنین شودری محمد عزیز نصر الله ابن أخ شودري محمد ظفر الله خان من كندا، والسيد كنور إدريس من كراتشي وذكر نبذة من حياتهما.