ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في5/07/2024



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الخامس من يوليو/تموز الجاري حيث تحدث عن غزوة بَدْر الموعد وقال:

كتب حضرة مرزا بشیر أحمد:

في السنة الرابعة الهجرية، في آخر شوال، خرج النبي الكريم ﷺ من المدينة في جماعة من ألف ونصف من الصحابة. 

وسبب هذه الغزوة أن أبا سفيان بن حرب لما أراد أن ينصرف يوم أُحد نادى بصوت عال: موعدنا بدر الصفراء العام المقبل، فنقتتل. فقال رسول الله ﷺ لعمر بن الخطاب: قل له: نعم إن شاء الله.

وكتب العلامة البیضاوی أن النبي ﷺ نفسه أجاب "إن شاء الله".

قيل إن أبا سفيان قد أعلن هذا الإعلان بفخر، ولكن مع اقتراب الموعد، بدأ یتهرب من المواجهة. ولكنه كان يتظاهر بأنه يستعد بجيش عظيم حتى يصل هذا الخبر إلى أهل المدينة وينتشر إلى سائر الجزيرة العربية ويخيف المسلمين.

وفي نفس الوقت قدم إلى مكة رجل من بني أشجع هو نعيم بن مسعود (وقد أسلم لاحقًا)، وقال لأبي سفیان: جئت إلى مكة لأخبرك عن استعداد المسلمين. وقد رأيت بنفسي أن لديهم أسلحة كثيرة وجمالًا وخيولًا هائلة، كما أنهم جمعوا معهم حلفاءهم من القبائل. وهم مستعدون للهجوم بقوة كبيرة. لقد دعوتهم بنفسك للمنافسة. وقد أتى وقت هذا الوعد، فيجب أن تري الشجاعة في ميدان الوغى.

فقال أبو سفيان: تعلم أن هناك جفافًا في منطقتنا. لم تمطر لفترة طويلة، ولا يوجد في المراعي علف للمواشي. هناك ندرة في القوت في كل مكان، لذا فمن الحكمة تمرير هذه الأيام. ولهذا يمكنك أن تلعب دورًا مهمًا. يجب أن تذهب إلى المدينة وتعطي معلومات مبالغ فيها للناس عن قوتنا حتى نحافظ على ماء وجهنا فلا يأتي المسلمون إلى بدر إلا خائفين من استعداداتنا. قال نعيم: وماذا ستعطيني مقابل أداء هذه الخدمة؟ فعرض عليه أبو سفيان عشرين جملا، فقبلها.

أسرع نعيم بعد أن اعتمر نحو المدينة، يريد الوصول قبل أن يخرج جيش المسلمين، فلما وصل المدينة كان المسلمون مشغولين بالتحضير للجهاد بحماس شديد. فسألوه: من أين أتيت؟ قال: أنا قادم من مكة بعد العمرة، قالوا: أتعرف استعداد أبي سفيان للحرب؟ قال: لقد جمع أبو سفيان جيشا كثيرا، وأتى معه بجزيرة العرب كلها. إنه يأتي بجيش كبير لدرجة أنكم لن تتمكنوا من محاربته. فإن قبلتم رأيي فأقيموا بالمدينة، ولا تخرجوا للحرب، لأنه لن ينجو من جيشه الكبير إلا الفارين، وسيتم قتل رجالكم، ومحمد نفسه لن يتحمل وطأة الجروح التي سيتلقاها. هل تريدون مغادرة المدينة ومواجهة الموت؟ لقد قررتم قرارًا سيئًا ولا أرى أنه سينجو منكم أحد. وبدأ في تضخيم الأمور فكان يذكر أحيانًا التفوق العددي لجيش أبي سفيان، وأحيانًا يتحدث عن مخزونه من الأسلحة، وأحيانًا يتحدث عن حماس زعماء قريش، وأحيانًا يشيد بتكتيكاتهم الحربية الخطيرة. لقد أجرى حملته بمهارة لدرجة أنه في غضون أيام قليلة تسمم هواء المدينة بالخوف.

وفزع المسلمون الضعاف من هذه الإشاعات، وفي كل  مجلس أصبح  يذكر جيش أبي سفيان الكبير.

وعند رؤية حالة المسلمين، فرح اليهود والمنافقون بأن الإسلام سوف يُمحى.  

جاء أبو بكر وعمر إلى  النبي ﷺ وقالا: يا رسول الله! سينصر الله تعالى دينه ويعزّ نبيه. لقد قطعنا عهدًا مع القوم ولا نحب أن نخلفه، كما أن  هؤلاء الكفار سيعتبرون ذلك جبنًا إن لم نف بالوعد. فامض كما وعدت.

فرح النبي ﷺ لسماع ذلك وقال:

وَالَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِه لَأخْرُجَنَّ وَإِنْ لَّمْ يَخْرُجْ مَعِيَ أَحَدٌ.

 فلما رأى المسلمون هذا الإصرار والشجاعة والإقدام، زالت حالة الخوف وبدأوا يستعدون بكل حماس.

كتب حضرة ميرزا بشير أحمد:

"خرج النبي ﷺ من المدينة مع ألف وخمسمئة من أصحابه وخرج أبو سفيان من مكة مع ألفَي جندي، ولكن شاء قدر الله أن وصل المسلمون في بدر حسب وعدهم ولكن جيش قريش عاد إلى مكة بعد قطع مسافة وجيزة. وتفصيله أن أبا سفيان حين علم بفشل نعيم في مهمته، وقع الخوف في قلبه وعاد مع جيشه من الطريق قائلا: هذا عام جدب، والناس في ضيق شديد ولا يصلح فيه القتال، وسوف نهاجم المدينة بعدة وعتاد أكثر في عام خصب.

أقام جيش المسلمين في بدر ثمانية أيامٍ. كانت السوق تقام هناك في أوائل ذي القعدة، فأقاموا ثمانية أيامٍ والسوق قائمة، فربحوا بالتجارة كثيرا وجعلوا رأسمالهم ضعفَين بسبب التجارة في ثمانية أيام. فلما انتهت السوق ولم يأت جيش قريش، عاد النبي ﷺ من بدر ووصل المدينة، وعادت قريش إلى مكة وبدأوا يستعدون لغزو المدينة".

ثم ذكر أمير المؤمنين غزوة دومة الجندل وقال:

بدأت القبائل المحيطة بدومة الجندل، المتاخمة للحدود السورية، في أقصى شمال المدينة المنورة، بحشد جيش كبير لتحدي المسلمين، وكانت تسلب القوافل التجارية. وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع تحركاتها، فقرر تفريقها قبل أن تجمع جيشا كبيرا وتسير نحو المدينة.

بعد تجهيز الجيش، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش من ألف من الصحابة. وكان يسافر ليلاً ويختبئ في النهار. وكان معه رجل من بني زرعة يدله على الطريق، وسلك طريقا غير مألوف في رحلته حتى لا يعلم به العدو. فلما اقترب رسول الله ﷺ من دومة الجندل قال الدليل: هذا مرعى بني تميم وهنا جمالهم ومواشيهم. ابق هنا، وأنا أحمل المعلومات. ولما ذهب، رأى آثار الماشية والماعز. فرجع إلى النبي وأخبره أنه قد عرف أماكنهم. فانطلق رسول الله ﷺ من هناك فهجم على دوابهم ومواشيهم وأسر بعضهم وهرب الباقون.

وبعد أن مكث نحو ثلاثة أيام، عاد مع جيشه إلى المدينة في العشرين من ربيع الثاني.

وهكذا ارتدع أهل دومة الجندل وانتشر اسم الإسلام في المنطقة. ولم تحدث أي حرب وبسبب هذه الحملة استقر الأمن في المنطقة.

وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله من الأحمديين الدعاء أن يقيم الله الأمن والسلام في العالم كله فهذا ما سعى له النبي ﷺ وهذا هو هدف الإسلام. وقال ستكون في الدول الغربية حملات شديدة في الأيام القادمة ضد المسلمين لذلك على المسلمين الاتحاد وأن يحدثوا تغييرات طيبة في أنفسهم. وفي البلاد الإسلامية كما في السودان يظلم المسلمون بعضهم بعضا، فادعوا الله أن يوفقهم للخروج من أنانيتهم وبدلا من عيث الفساد يوفقوا لخدمة بلادهم ويقيموا السلام فيها.