ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 12/07/2024
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 12/07/2024 حيث تحدث عن غزوة بَني المُصْطَلِق وقال:
وقعت غزوة بَنِي مُصْطَلِقٍ فِي شَعْبَانَ 5 للهجرة. كانت قبيلة بني المصطلق تسكُنُ بِجَانبِ بِئْرٍ يُسَمَّى المُرَيْسِيع. فلِذَلِكَ سُمِّيَت هذه الغَزْوَةَ بغزوة المُرَيْسِيع أَيْضًا. وهذا البئر على بُعْدِ مِائَةٍ وَسِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً مِنَ الْمَدِينَةِ.
كان بنو المصطلق حلفاء قريش. فاجتمعوا عند سفح جبل حُبْشيّ أسفل مكة، وأقسموا أن يسكنوا مع قريش، ولذلك سموا بالأحباش. وبنفس الاتفاق انضم بنو المصطلق في معركة أحد إلى جيش كفار قريش.
وكان من أسباب هذه الغزوة أن بني المصطلق كانوا قد تجاسروا في معاداتهم للإسلام وكانوا يحظون بالتأييد الكامل من كفار قريش. وبسبب مشاركتهم في المعركة ضد المسلمين في غزوة أحد، دخلوا الآن في منافسة مفتوحة مع المسلمين، وتزايد تمردهم بشكل كبير.
والأمر الثاني هو أن الطريق الرئيس المؤدي إلى مكة كان تحت سيطرة بني المصطلق، فكانوا يشكلون سدًا قويًا لمنع المسلمين من التدخل في مكة.
والسبب الثالث والأهم لهذه المعركة هو أن الحارث بن أبي ضرار زعيم بني المصطلق قد أمر قومه بقتال النبي ﷺ وبدأ بجمع الجيش في مكان يبعد حوالي 96 ميلاً عن المدينة المنورة.
يقول حضرة مرزا بشير أحمد:
"اتخذ عداء قريش الشديد تجاه المسلمين أبعادًا خطيرة، فدعايتهم المسمومة ضد الإسلام جعلت العديد من القبائل العربية في الحجاز تقف ضد المسلمين، حتى أن بعض القبائل ذات العلاقات الجيدة مع المسلمين، اعتمدت موقفًا عدائيًا تجاههم. وكان على رأسهم بنو المصطلق، ولقد زار زعيمها الحارث بن أبي ضرار العديد من القبائل المجاورة وأقنعهم بالانضمام إليه في مشاريعه العدائية ضد المسلمين.
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر استعداد بني المصطلق هذا أرسل بريدة بن الحصيب الأسلمي لاستطلاع الأمر. فانطلق وبلغهم عند مائهم. لقد رأى بريدة المخادعين الذين لم يجتمعوا أنفسهم فحسب، بل جمعوا جيشًا أيضًا (من الناس المحيطين) فسألوه: من أنت؟ فقال بريدة: أنا شخص منكم. لقد أتيت إلى هنا بعد أن سمعت عن خروجكم. وهكذا بعد تقييم الاستعدادات الحربية لهؤلاء الأشخاص بعناية جاء بريدة إلى النبي ﷺ وأبلغه بأحوال هؤلاء الناس. فدعا النبي المسلمين وأخبرهم عن استعداد العدو. وسرعان ما استعد الجيش الإسلامي وانطلق.
كان جيش المسلمين يتألف من 700 رجل، وثلاثون خيلاً، كان للمهاجرين منها عشرة خيول. وكان للنبي ﷺ فرسان.
يقول حضرة مرزا بشير أحمد:
أرسل النبي ﷺ بريدة بن الحصيب إلى بني المصطلق لجمع المعلومات وتقديم تقرير له على وجه السرعة، عاد بريدة بعد فترة وجيزة وأبلغ النبي ﷺ أن بني المصطلق يستعدون على نطاق واسع لغزو المدينة المنورة، فأعلن النبي ﷺ نيته قيادة حملة وقائية ضدهم فاستعد عدد كبير من أصحابه للسير معه، وكذلك عدد كبير جدًا من المنافقين الذين لم يرافقوه بهذه الأعداد في أي مناسبة سابقة. كان لهذه القوة ثلاثين فرسًا فقط، وعدد أكبر من الجمال، وكان على أفراد هذا الجيش الركوب بالدور.
وخلال المسيرة تم إلقاء القبض على جاسوس من بني المصطلق، وعندما ثبتت التهمة، تم تنفيذ حكم الإعدام فيه.
عندما تلقى بنو المصطلق، الذين كانوا يخططون لهجومٍ مفاجئٍ على المدينة، خبر مسيرة قوة المسلمين، وعلموا أن جاسوسهم قد أعدم، شعروا بالارتباك، كما قامت بعض القبائل التي كانت تصاحبهم في خطتهم بالتخلي عنهم والعودة إلى ديارهم، ولكن سار زعماء بني المصطلق، بجيشهم لحرب المسلمين. وعندما وصل النبي ﷺ إلى المريسيع، خيم بالقرب من الساحل الذي لا يبعد كثيرًا عن مكان بني المصطلق، وبعد أن رتب قواته ووزع الألوية، طلب من سيدنا عمر الذهاب إلى بني المصطلق وإخبارهم أنهم إذا تخلوا عن عدائهم للمسلمين حتى في هذه المرحلة، واعترفوا بسلطة النبي ﷺ فسيُترَكون بسلام وسيعود المسلمون إلى المدينة المنورة. فرفضوا العرض بغطرسة، وأصبحت المواجهة لا مفر منها. كان بنو المصطلق أول من بدأ بإطلاق السهام. عند هذا أمر النبي ﷺ أصحابه بالرد بالمثل، واستمرت الرماية لبعض الوقت ثم أمر النبي ﷺ أصحابه بالهجوم المفاجئ الذي حقق فوزًا ساحقًا حيث حاصرهم المسلمون وطوقوهم حتى اضطروا إلى إلقاء أسلحتهم، وانتهت المعركة بخسارة عشرة من بني المصطلق ومسلم واحد.
ثم قال أمير المؤمنين نصره الله:
بما أننا في شهر محرم، فأود أن ألفت انتباهكم بشكل خاص إلى الدعاء فهو شهر قد وقعت فيه حادثة مؤلمة وبلغت فيه القسوة منتهاها، حيث قتل أحد أحفاد الرسول ﷺ وغيره من أفراد أسرته. ومع ذلك، بدلًا من أخذ العبرة، يواصل المسلمون ارتكاب المظالم اليوم وتتزايد الهجمات الإرهابية مما يؤدي إلى الخسائر في الأرواح. علاوة على ذلك، تسببت الطائفية والرغبة في تحقيق المكاسب الشخصية بصراعات كثيرة في العالم الإسلامي، ويبدو أن المسلمين لا يتعلمون الدرس ولا يخشون الله ولا يلتفتون إلى الوسيلة التي أرسلها الله لإنهاء هذا الاضطراب، فلا يرغبون في مبايعة المسيح الموعود (عليه السلام) الذي هو الوسيلة الوحيدة لتوحيد العالم الإسلامي والذي يمكنه وضع حد للفوضى السائدة بين المسلمين. ألا ليتهم يفهمون. على أية حال، خلال هذه الأيام، ينبغي للأحمديين أن يركزوا بشكل كبير على الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) والدعاء بشكل خاص من أجل وحدة العالم الإسلامي. ويجب أن نسعى جاهدين لتحسين أحوالنا وإقامة علاقة أقوى مع الله. وفقنا الله جميعًا لذلك.
ثم أعلن بأنه سيصلي الغائب على أحد شهداء الجماعة السيد بونجا محمود من توغو الذي قتل على يد الإرهابيين، وعلى بعض المرحومين الآخرين، وذكر نبذة من حياتهم.