ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 19/07/2024



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في التاسع عشر من يوليو/تموز الجاري حيث تابع الحديث عن غزوة بَني المُصْطَلِق وقال:

هناك اختلاف بين المؤرخين حول حالة إغارة المسلمين على بني المصطلق، ولذلك كتب العلامة ابن حجر موفقًا بين الروايات:

"هناك احتمال أنه عندما هاجمهم الجيش الإسلامي، صمدوا لبعض الوقت. ثم التقى الجيشان، ووقعت الحرب، وانتصر المسلمون، وانهزم بنو المصطلق".

ولم يستشهد في هذه المعركة إلا صحابي واحد من المسلمين. [واستشهد أيضًا خطأً على يد مسلم] واسمه هشام بن صبابة حيث ظنه أوس وهو من المشركين فقتله خطأً.

 وورد في صحيح البخاري:

وَقَدِمَ مِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ مِنْ مَكّةَ مُسْلِمًا، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ جِئْتُك مُسْلِمًا، وَجِئْتُك أَطُلُبُ دِيَةَ أَخِي، قُتِلَ خَطَأً. فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِدِيَةِ أَخِيهِ هِشَامِ بْنِ صُبَابَةَ؛ فَأَقَامَ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ غَيْرَ كَثِيرٍ ثُمّ عَدَا عَلَى قَاتِلِ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ ثُمّ خَرَجَ إلَى مَكّةَ مُرْتَدّا.

وعلى هذا الموقف المتمرد، الذي كان أيضًا مخالفًا للدستور العام للعرب، حيث قتله حتى بعد أخذ الدية، أمر النبي ﷺ بقتله.

عن أم المؤمنين جويرية (رضي الله عنها) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلينا. كنا في المريسيع. لقد سمعت والدي يقول إن قد وصل جيش كبير ونحن غير قادرين على محاربته، وكنت أرى بنفسي الكثير من الناس والأسلحة والخيول لدرجة أنني لا أستطيع وصفها. فلما أسلمت وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعنا بدأت أرى المسلمين فلم أجدهم بتلك الكثرة. فعلمت أن الله تعالى قد قذف هذا الخوف في قلوب المشركين.

وقال رجل من بني المصطلق (أسلم فيما بعد): إننا رأينا رجالاً بيضاً يركبون خيولاً بلقاء، ولم نرهم قبل ذلك ولا بعده.

وكان عدد الإبل من الغنائم ألفين. وكان عدد الماعز خمسة آلاف وعدد الأسرى مائتي أسرة.

وقد كتب بعض المؤرخين أن عدد الأسرى كان أكثر من سبعمائة. وقد عين النبي ﷺ بريدة بن حصيب مشرفًا على هؤلاء الأسرى الذين كان من بينهم برة بنت الحارث بن أبي ضرار سيد هذه القبيلة [التي غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمها إلى جويرية] وكانت تحت مسافع بن صفوان الذي قُتل في غزوة المريسيع، وقد تم توزيع هؤلاء الأسرى على جنود المسلمين، وبهذا التوزيع، كانت برة في نصيب الصحابي الأنصاري ثابت بن قيس، فاتفقت معه على المكاتبة للحصول على الحرية [والمكاتبة تعني أن العبد أو الجارية تتفق مع سيدها على أن يتم تحريرها بدفع مبلغ معين من المال فدية]. وبعد هذه المعاهدة حضرت برة عند رسول الله ﷺ وروت كل الظروف والأوضاع. وبذكر أنها ابنة سيد بني المصطلق طلبت مساعدة النبي ﷺ في دفع الفدية عنها، ففكر ﷺ بما أنها ابنة زعيم قبيلة مشهورة، فربما من خلال الزواج بها سيسهل التبليغ في هذه القبيلة، ونوى تحريرها والزواج منها، وعرض عليها ذلك فوافقت، وعندها أدى النبي صلى الله عليه وسلم الفدية عنها، ولما رأى الصحابة أن سيدهم قد تزوج من سيدة بني المصطلق، اعتبروا من الإساءة إلى شرف النبي أن يكون في أيديهم أسرى من أصهار النبي (صلى الله عليه وسلم) فأطلقوا سراح مئات السجناء دون فدية. ولهذا السبب كانت السيدة عائشة تقول عن جويرية "ما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها" وسرعان ما تأثر بنو المصطلق بتعاليم الإسلام وأسلموا.

وَبعد أن قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ؛ أَقْبَلَ أَبُوهَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ بِفِدَاءِ ابْنَتِهِ فَلَمّا كَانَ بِالْعَقِيقِ نَظَرَ إلَى الْإِبِلِ الّتِي جَاءَ بِهَا لِلْفِدَاءِ فَرَغِبَ فِي بَعِيرَيْنِ مِنْهَا، فَغَيّبَهُمَا فِي شِعْبٍ مِنْ شِعَابِ الْعَقِيقِ، ثُمّ أَتَى إلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَصَبْتُمْ ابْنَتِي، وَهَذَا فِدَاؤُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَيْنَ الْبَعِيرَانِ اللّذَانِ غَيّبْتهمَا بِالْعَقِيقِ ، فِي شِعْبِ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ الْحَارِثُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ، وَأَنّك مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَوَاَللّهِ مَا اطّلَعَ عَلَى ذَلِكَ إلّا اللّهُ فَأَسْلَمَ الْحَارِثُ وَأَسْلَمَ مَعَهُ ابْنَانِ لَهُ وَنَاسٌ مِنْ قَوْمِهِ وَأَرْسَلَ إلَى الْبَعِيرَيْنِ فَجَاءَ بِهِمَا.

وروت السيدة جويرية (رضي الله عنها): "رَأَيْتُ قَبْلَ قَدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثِ لَيَالٍ كَأَنَّ الْقَمَرَ أَقْبَلَ يَسِيرُ مَنْ يثْرِبَ حَتَّى وَقَعَ فِي حِجْرِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَ بِهَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ حَتَّى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سُبِينَا رَجَوْتُ الرُّؤْيَا، فَلَمَّا أَعْتَقَنِي وَتَزَوَّجَنِي وَاللَّهِ مَا كَلَّمْتُهُ فِي قَوْمِي حَتَّى كَانَ الْمُسْلِمُونَ هُمُ الَّذِينَ أَرْسَلُوهُمْ وَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِجَارِيَةٍ مِنْ بَنَاتِ عَمِّي تُخْبِرَنِي الْخَبَرَ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ".

 

بعد هذا ذكر أمير المؤمنين نصره الله أن الجمعة القادمة ستبدأ الجلسة السنوية في المملكة المتحدة، وطلب من الأحمديين الدعاء أن تكون جلسة مباركة وأن يوفق الله جيع العاملين فيها لإظهار مكارم الأخلاق ولأداء مسؤولياتهم على خير ما يرام وأن يحفظ الله جميع الضيوف والمشاركين. آمين.

ثم في ختام الخطبة أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على المرحومين: سليمة بانو زوجة الداعية حميد كوثر من قاديان، ونور الحق مظهر وأمة الحفيظ نغهت وذكر نبذة من حياتهم.