ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 23/08/2024
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 23/08/2024 حيث قال:
نحمد الله تعالى على أنه تبدأ اليوم الجلسة السنوية للجماعة في ألمانيا. كانت الجماعة في ألمانيا ترغب في رؤيتي هناك ولكن بناءً على نصيحة الطبيب، اضطررت إلى تأجيل رحلتي إلى ألمانيا وأن أشارك في برامج الجلسة من هنا عبر إم تي إيه.
من خلال هذه الوسيلة، قد سُدّ نقص ستين إلى سبعين في المائة من مشاركتي في الجلسة. أسأل الله تعالى أن يبارك في الجلسة وجميع الترتيبات من كل النواحي وأن يوفق الناس للاستفادة الكاملة منها.
لا بد من وجود بعض النواقص ونقاط الضعف، وتسعى الإدارة لإزالتها وستفعل أكثر في المستقبل بإذن الله. إذا تعاون جميع المشاركين وبذل العاملون قصارى جهدهم لتحسين الترتيبات من كل النواحي وفقًا لقدراتهم ومواردهم، فهذا يؤدي إلى نزول البركات في كل شيء. لذا أقول لجميع العاملين إن واجبكم الأول أن تعملوا بروح الخدمة لتقديم أفضل ضيافة للضيوف قدر الإمكان. اعملوا بروح أننا هنا لخدمة الضيوف الذين جاءوا بدعوة من حضرة المسيح الموعود u، ومهما كانت الظروف، علينا أن نحافظ على معايير أخلاقنا العالية ونستمر في الخدمة. وليضع الضيوف أيضًا نصب أعينهم الهدف الذي هو الهدف الحقيقي للجلسة.
تذكروا دائمًا أن هذه نعمة من بين نعم الله تعالى التي منحنا إياها بواسطة سيدنا المسيح الموعود u أننا نجتمع مرة في السنة لنحظى بوسائل تقدمنا الروحي والأخلاقي، نضع برامج تُقرِّبُنا إلى الله تعالى وتزيدنا في التقوى. فيجب أن تقضوا هذه الأيام بهذه النية والعزم أننا سنضرب أمثلة عليا للأخلاق وأداء حقوق بعضنا بعضا، وعلينا أن نزيد المحبة والمودة والعلاقات فيما بيننا، وسنزيل إزالة الضغائن، وسنسعى جاهدين للحصول على رضا الله تعالى. وعلينا أن نحمي أنفسنا من كل أنواع اللغو، وهذا ما توقعه سيدنا المسيح الموعود u منا، وهذا هو ما يُرضي الله تعالى، وهذا هو ما خلقنا الله تعالى من أجله وجعلنا أشرف المخلوقات.
يقول المسيح الموعود u:
"لا أريد قطعا أن أجمع الذين بايعوني مثلما يفعل بعض أصحاب الزوايا المعاصرون بُغية إظهار شوكتهم الظاهرية، بل الغاية المتوخاة التي أسعى إلى تحقيقها هي إصلاح الخلق".
لذا، يجب على كل أحمدي أن يجعل هذه الأمور نصب عينيه ويضعها أمامه بشكل عام في العالم، ليس في أيام الجلسة فقط. ولكن ما دمتم قد اجتمعتم هنا للجلسة بوجه خاص، لذا يجب أن تولوا اهتمامًا خاصًا بهذا الأمر، بأنكم إذا قمتم بهذه الأشياء، فستكونون محققين هدف الجلسة.
ويقول المسيح الموعود u: "إن الله تعالى جعل الهدف من تأسيس هذه الجماعة أن يقيم مرة أخرى المعرفة والتقوى والطهارة الحقيقية التي فُقدت من العالم ولا توجد في هذا العصر". ثم يقول في موضع آخر: "يا من تعُدّون أنفسكم من جماعتي، لن تُعدوا من جماعتي في السماء إلا إذا سلكتم سبل التقوى حقًا." ثم يقول: "اغرسوا عظمة الله في قلوبكم، ولا تكتفوا بالإقرار بتوحيده باللسان فقط بل بالعمل أيضا، ليجلي الله عليكم لطفه وإحسانه بصورة عملية".
فضعوا هذه الإرشادات لحضرة المسيح الموعود u نصب أعينكم دائمًا.
أود أن أدعوكم إلى أمر هام. هناك رؤيا لحضرة الخليفة الثالث بأن هناك رجلا صالحا قال له في الرؤيا: لو أن كل فرد كبير السن من الجماعة قرأ الصلاة التالية على النبي صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اللهم صل على محمد وآل محمد" مئتي مرة يوميا، ولو قرأها متوسطو السن أي ما بين الخامسة عشر إلى الخامسة والعشرين مئة مرة على الأقل يوميا، ولو رددها الأطفال 33 مرة على الأقل يوميا، ويلقّنها الآباء والأمهات أطفالهم الذين هم دون ذلك ثلاثا أو أربع مرات يوميا، وردد أبناء الجماعة معها الاستغفار مئة مرة يوميا، - وأنا أضيف إلى ذلك أن يرددوا دعاء "رب كل شيء خادمك رب فاحفظني وانصرني وارحمني" مئة مرة يوميا، وذلك في هذه الأيام خصوصا وعلى الدوام عموما- أقول لقد قيل للخليفة الثالث في تلك الرؤيا إنهم لو فعلوا ذلك فسوف يكونون محميين في حصن حصين منيع لن يقدر الشيطان على أن يقتحمه أبدا، وهذا الحصن جدرانه حديدية وتصل إلى عنان السماء، ولن تبقى هناك ثغرة يتمكن الشيطان من خلالها الهجوم عليهم. وأنا أقول: في هذه الأيام التي يسعى الشيطان فيها أن شن الهجوم علينا بكل حيلة ووسيلة، ليس هناك من سبيل للوقاية من هجماته، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي وفي في الدنيا كلها، إلا نركز على الدعوات في هذه الأيام تركيزا خاصا، وأن نعتاد على هذه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ذكر الله دائما وأن نجعلهما جزءا لا يتجرأ عن حياتنا، وليس في أيام الجلسة هذه فقط، وينبغي أن يهتم بهذا الأمر كل واحد منا صغير وكبير وذكر وأنثى.
والأمر الآخر الذي أود توجيه أنظاركم إليه هو أنه ستُلقَى في هذه الجلسة خطب كثيرة من أجل تربية أبناء الجماعة علميا وروحانيا، فاستمِعوا لهذه الخطب، وخلالها سماعها عاهِدوا الله واستعينوا به قائلين: ربنا قد حضرنا هنا ناوين بصدق وإخلاص لإصلاح قلوبنا، ملبين دعوة مسيحك، ولكننا لا نستطيع هذا الإصلاح بقوتنا، بل نحتاج إلى عونك، فإنك إن لم تشملنا بعونك مستجيبا لدعائنا "إياك نستعين" فلا نقدر على إحراز المستوى المطلوب في عبادتك. فيجب أن تدعو الله تعالى أن يا ربنا وإلهنا الحبيب إننا نسألك بوجهك الكريم أن تنقذنا من الضياع، وآتنا من الخير الذي اجتمعنا هنا من أجله بغير حساب، واشملنا بفضلك، إذ لا نستطيع فعل شيء بدون فضلك، ونَقِّ قلوبنا وطهرها تطهيرا بحيث لا نكتفي بالاستمتاع العابر بهذه الخطب متعة علمية وأدبية، بل نرفع بها مستوى تربيتنا وروحانيتنا لكي نحظى بقربك
وفقنا الله لنيل بركات الجلسة، وحفظكم الله في هذه الأيام الثلاثة بوجه خاص وللأبد، وأنزل عليكم غيث أفضاله دوما، ووفقكم للدعاء أيضا، اهتموا بما طلبتُ منكم أي الصلاة على النبي ﷺ مئتي مرة والاستغفار مئة مرة وترديد دعاء رب كل شيء خادمك رب فاحفظني وانصرني وارحمني. وهذا ليس لثلاثة أيام فقط، بل هذا الطلب للأبد، ويجب أن يداوم عليه كل أحمدي، وعلى الأمهات أن يطلبن من أولادهن الصغار ترديدها خلفهن، وفقهن الله لذلك. لقد أرسل لي منظمو الجلسة وطلبوا مني الإعلان أن هناك بعض المعارض أيضا، فليزُرها الإخوة، لذا ألفت أنظاركم إلى زيارة هذه المعارض أيضا، ونالوا الفيض منها، لكي تعرفوا كم من أفضال الله تنزل علينا، وفقكم الله لذلك. أرى أن أهل ألمانيا قد حضروا بعدد كبير فليركزوا على الدعاء والذكر الإلهي في هذه الأيام بوجه خاص. بارك الله هذه الجلسة من كل النواحي.