ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 20/09/2024
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 20/09/2024، حيث تابع الحديث عن غزوة الخندق وقال:
من قصص إكثار الطعام ببركة النبي ﷺ يوم الخندق، قالت ابْنَةً لِبَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ: دَعَتْنِي أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ، فَأَعْطَتْنِي حَفْنَةً مِنْ تَمْرٍ فِي ثَوْبِي، ثُمَّ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّةُ، اذْهَبِي إلَى أَبِيكَ وَخَالِكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ بِغَدَائِهِمَا، قَالَتْ: فَأَخَذْتهَا، فَانْطَلَقْتُ بِهَا، فَمَرَرْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَلْتَمِسُ أَبِي وَخَالِي، فَقَالَ: تَعَالَيْ يَا بُنَيَّةُ، مَا هَذَا مَعَكَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا تَمْرٌ، بَعَثَتْنِي بِهِ أُمِّي إلَى أَبِي بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ، وَخَالِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ يَتَغَدَّيَانِهِ، قَالَ: هَاتِيهِ، قَالَتْ: فَصَبَبْتُهُ فِي كَفَّيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا مَلَأَتْهُمَا، ثُمَّ أَمَرَ بِثَوْبِ فَبُسِطَ لَهُ، ثُمَّ دَحَا بِالتَّمْرِ عَلَيْهِ، فَتَبَدَّدَ فَوْقَ الثَّوْبِ، ثُمَّ قَالَ لِإِنْسَانِ عِنْدَهُ: اُصْرُخْ فِي أَهْلِ الْخَنْدَقِ: أَنْ هَلُمَّ إلَى الْغَدَاءِ. فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْخَنْدَقِ عَلَيْهِ، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْهُ، وَجَعَلَ يَزِيدُ، حَتَّى صَدَرَ أَهْلُ الْخَنْدَقِ عَنْهُ، وَإِنَّهُ لَيَسْقُطُ مِنْ أَطْرَافِ الثَّوْبِ.
وورد أيضا عن عبيد الله بن أبي بردة أنه قال: أرسلت أم عامر الأشهلية بقعبة فيها حيس إلى رسول الله ﷺ، وهو في قبته عند أم سلمة فأكلت أم سلمة حاجتها، ثم خرج بالقعبة، ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عشائه، فأكل أهل الخندق حتى نهلوا منها، وهي كما هي.
يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام:
"وفي درجة اللقاء هذه تصدر من الإنسان أحيانا أعمالٌ تبدو كأنها تفوق قدرات البشر وتتسم بصبغة قدرة الله، كما أن سيدنا ومولانا سيد الرسل خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - حين رمى بحفنة من الحجارة إلى الكفار في معركة بدر، ما رُميت بواسطة دعاء بل رماها - صلى الله عليه وسلم - بقوته الروحانية هو ولكن تلك الأحجار أظهرت قدرة الله تعالى وتركت في صفوف جيش الأعداء تأثيرا خارقا للعادة بحيث لم يبق منهم أحد لم يصب تأثيرُها عينَه فصاروا جميعا كالعميان. وسادتهم الحيرة حتى بدأوا يهربون كالمذهولين.
وهناك معجزات أخرى كثيرة من هذا القبيل أظهرها النبي - صلى الله عليه وسلم - كقدرةٍ شخصية منه ولم يرافقها دعاء. ففي كثير من الأحيان أدخل - صلى الله عليه وسلم - أصابعه في ماء قليل في كأس فكثّره بإدخال أصبعه فيه حتى شرب منه الجيش كله والخيل والإبل ومع ذلك بقي الماء بالقدر نفسه الذي كان عليه من قبل. وقد حدث مرات عديدة أن وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده المباركة على بضع كسرات من الخبز وملأ بها بطون آلاف الجياع. وفي بعض الأحيان الأخرى بارك بشفتيه قدحا من الحليب وأشبع به جماعة من الجياع. وأحيانا أخرى مزج لعابه في بئر ماء مالح وحوّله إلى ماء عذب وزلال. وتارة شفى المصابين بجروح بالغة بوضع يده المباركة عليهم، وتارة أخرى شفى ببركة يده العيون التي خرجت مقلتها في الحروب. وكذلك أنجز أعمالا أخرى كثيرة من هذا القبيل بقدرته الشخصية التي رافقتها قدرة الله الخافية".
عن إعداد النبي للحرب قال: حفر الحندق قبل وصول المشرطيم وشارك فيها الصغار أيضا ولكن تمت إعادتهم إلى الحصون أما من كانت سنهم خمسة عشرة فقد خيرولا بين البقاء مع المقاتلين أم العودة للحصون.
أمّر رسول الله ﷺ ابن أم مكتوم على المدينة وعسكر عند جبل سلع قرب المدينة، والخندق أمامه وأعطى علم المهاجرين لسعد بن عبادة.
اختلف المؤرخون حول عدد المسلمين في غزوة الخندق، ولكن المصلح الموعود رضي الله عنه قد وفق بفطنته بين الروايات كلها حيث قال:
"لقد قدّر المؤرّخون عدد المدافعين عن الخندق بتقديرات مختلفة، حدّده البعض بثلاثة آلاف، وبعضهم قدّره بألف ومائتي رجل، وقدّره آخرون بسبعمائة، وهي تقديرات يبلغ اختلافها درجة يبدو أن من الصعب التوفيق بينها، ولكن بعد تحليل مختلف القرائن يمكن أن نستنتج صحّة جميع التقديرات المتعلقة بعدد المسلمين المنخرطين في الدفاع عن الخندق، لأنها ترجع في اختلافها إلى مراحل مختلفة في هذه الموقعة. لقد سبق وذكرنا أنه بعد انسحاب المنافقين من أحُد، كان عدد من بقيَ من المسلمين في الميدان سبعمائة، ولم تحدث موقعة الخندق إلا بعد عامين من أحُد، وخلال هذين العامين لم يسجّل التاريخ أن أعدادًا كبيرة من الناس قد دخلوا في الإسلام.
وليس من المتوقع أن يزيد عدد المسلمين المقاتلين في خلال ذلك الوقت من 700 إلى 3000، كذلك من غير المعقول أيضًا أن تنعدم زيادة عدد المسلمين المقاتلين بين معركتي أحُد والخندق، فقد استمر دخول الناس في الإسلام، ومن الطبيعي أن نتوَقع ثمة زيادة معقولة بين موقعة أحُد وغزوة الأحزاب (الخندق). ومن هذين الاعتبارين، يبدو أن التقدير الأصوَب لعدد المسلمين في الموقعة هو 1200 مقاتل، والسؤال الذي يمكن أن يرد على ذلك هو: لماذا قال بعض المفسرين إن العدد 3000، وقال البعض الآخر إنه 700؟ وإجابتنا على هذا السؤال هي أن الرقمين يرجعان إلى مرحلتين من مراحل الموقعة.
وفي ختام الخطبة ذكر أمير المؤمنين نصره الله أن اجتماع مجلس خدام الأحمدية في المملكة المتحدة يبدأ اليوم وقال إن على الخدام أن يستفيدوا من هذا الاجتماع رغم توقعات الطقس السيء ودعا الله أن يسير الحدث على خير ما يرام، وقال إن على الخدام أن يجتهدوا فيه لتحسين أحوالهم الروحية والأخلاقية وعليهم الاهتمام بترديد الأدعية التي نصح بها حضرته قبل بضعة أسابيع وأن عليهم الالتزام بترديدها حتى بعد الاجتماع. ودعا الله أن يحفظ الجميع من كافة الهجمات الشيطانية، ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين، وذكر نبذة من حياتهم.