ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 15/11/2024



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 15/11/2024، حيث تحدث عن صلح الحديبية والذي يسمى أيضا بغزوة الحديبية وقال:

وقع هذا الحدث في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، وقد أنزل الله سورة الفتح حول غزوة الحديبية والتي يقول تعالى في مستهلها:

"إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا* وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا "

الحديبية اسم بئر كان يستقي منها الحجاج والمسافرون وتقع على بعد 9 أميال من مكة. وقد رأى النبي ﷺ في المنام أنه سافر إلى الحديبية، ثم دخل مكة بسلام مع أصحابه محلقًا رأسه، ورأى أنه دخل الكعبة وأخذ مفاتيحها، ورأى نفسه في عرفات، فجمع أصحابه ليرافقوه في هذه الرحلة، فانطلقوا بلا سلاح وسيوفهم في أغمادها بحسب عادة العرب في السفر، فسئل النبي ﷺلماذا لا يحمل معه سلاحًا مع علمه بوجود خطر على المسلمين من قبل أهل مكة، فقال النبي إنه ذاهبٌ للعمرة فقط.

اختلفت الروايات في عدد المسلمين في غزوة الحديبية، فقيل أكثر من ألف، وقيل ألف وثلاثمائة، وفي رواية كانوا ألف وأربعمائة، وفي أخرى ألف وسبعمائة.

لبس النبي ﷺ ثيابًا يمانية، ثم ركب على ناقته القصواء، وصحبته زوجته أم سلمة (رضي الله عنها) في هذه الرحلة، فلما وصل إلى ذي الحليفة صلى العصر، ثم حدد الأضاحي ووضع عليها الأطواق، ففعل المسلمون مثله، وكان مع المسلمين في هذه الرحلة مائتا بعير، ثم أحرم بذي الحليفة ليُعلَم أنه سينطلق نحو الكعبة ثم أخذ يلبي: "لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك؛ إن الحمد والنعمة لك والملك؛ لا شريك لك".

وأرسل ﷺكتيبة صغيرة أمامهم لمعرفة تحركات قريش وأُبلغ أن هناك بعض المشركين على طول الطريق وقد يشكلون تهديدًا للمسلمين. وعلى هذا أرسل الرسول ﷺ أبا قتادة (رضي الله عنه) الذي لم يحرم بعد برفقة كتيبة.

وأثناء هذه الرحلة، لم يبق ماء إلا ما في إناء الرسول ﷺ، فاجتمع الصحابة حوله وأخبروه أن الماء الذي معه هو كل ما تبقى لهم، فوضع ﷺ يده في الإناء، فتدفق كالنهر من بين أصابعه وتمكنوا جميعًا من الشرب والوضوء.

يقول حضرة ميرزا بشير أحمد (رضي الله عنه)

"بعد مسيرة أيام قليلة، عندما اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم من عسفان، وهو على مسيرة يومين تقريبًا من مكة، أُبلغ رسول الله أن القرشيون غاضبين ويريدون منع المسلمين حتى أنهم تعبيرًا عن غضبهم قد لبسوا جلود النمور وعزموا على الحرب، من أجل منع المسلمين في جميع الأحوال. كما أرسلت قريش فرقة من الفرسان بقيادة خالد بن الوليد الذي لم يكن قد أسلم بعد، واقتربت هذه الفرقة من المسلمين وكان عكرمة بن أبي جهل من أفرادها أيضًا. وعندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الخبر، أمر الصحابة بالانحراف عن الطريق المعروف إلى مكة والتوجه إلى اليمين من أجل منع الصراع. فبدأ المسلمون يتحركون عبر طريق صعب وشاق بالقرب من الساحل".

عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى الحديبية، توقف ناقته ورفضت التحرك  فقال صلى الله عليه وسلم "ما خلأت القصواء وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، والذي نفسي بيده لا تسألني قريش خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها" ثم حث ناقته على المضي إلى الأمام فأطاعته وتوجه إلى الحديبية.

يقول حضرة ميرزا بشير أحمد:

"قد أمطرت تلك الليلة، فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الفجر كان السهل مليئًا بالماء، فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب.

وبهذا علّم النبي ﷺ أصحابه أنه لا شك أن الله قد وضع أنواعاً مختلفة من الأسباب لإدارة الكون من خلال نظام الأسباب والوسائل، ونحن لا ننكر تأثير الأجرام السماوية في مسألة المطر وغير ذلك. ولكن التوحيد الحقيقي هو أنه على الرغم من هذه الأسباب، لا ينبغي للإنسان أن يغفل عن خالق كل هذه الأسباب، والذي بدونه لا تكون هذه الأسباب المادية أكثر أهمية من حشرة ميتة".

وفي الحديبية، أمر النبي ﷺ بذبح الإبل وتوزيعها، وأهدي إليه بعض الغنم وأمر بتوزيعها على المسلمين.

وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على المرحومين شهريار راكينغ من بنغلاديش الذي استشهد في الهجوم الأخير على مبنى الجامعة الأحمدية ببنغلاديش والأحمدي المخلص القديم السيد عبد الله أسعد عودة من الكبابير، وذكر نبذة عن حياتهما.