الخطاب الذي ألقاه سيدنا أمير المؤمنين، حضرة ميرزا مسرور أحمد في اجتماع لجنة إماء الله في المملكة المتحدة لعام 2024



 

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرّجيم. "بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يوْم الدِّين * إيَّاكَ نعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّينَ"، آمين.

الحمد لله، تعقد لجنة إماء الله في المملكة المتحدة اجتماعها الوطني مرة أخرى. وبالمثل، معنا اليوم لجنة إماء الله في بنغلاديش، التي تعقد أيضًا اجتماعها.

في كل عام، تُعقد برامج وفعاليات مختلفة بغرض التدريب الديني والروحي والأخلاقي للجنة والناصرات؛ ولزيادة معرفتهن الدينية وتعزيز صحتهن البدنية والنفسية.

الهدف الأساس هو تحسين الحالة الروحية والجسدية لجميع المشاركات من خلال تعلم وتبني الصفات والفضائل المطلوبة من المؤمن الحقيقي.

في عالم اليوم، تتفشى المادية والدنيوية عند كل منعطف وزاوية، وينخرط معظم الناس في مساعٍ مادية يعتبرونها غاية وجودهم ومنتهاه. ويجد الرجال والنساء والصغار والكبار أنفسهم محاصرين في حلقة لا نهاية لها من المادية والتعطش الشديد للمال. لذا، فإن التحدي الأعظم الذي يواجهنا اليوم، كمسلمين أحمديين، لا يتلخص فقط في حماية أنفسنا من هذا السباق الدنيوي، بل وفي حماية أجيالنا القادمة أيضًا وإلهام أطفالنا نحو تكوين علاقة دائمة مع الله تعالى.

وعلاوة على ذلك، فإلى جانب إرشاد أحبائنا، تقع على عاتقنا مسؤولية إنارة الطريق للمجتمع الأوسع من خلال إعلام من حولنا بأن الخلاص الحقيقي يكمن فقط في معرفة خالقنا والخضوع له. والحق أن هذه مسؤولية هائلة تقع على عاتق كل أحمدي رجلًا كان أو امرأة.

لا شك أن السبب الأساس للصراعات في عالم اليوم، سواء داخل الأسر أو المجتمعات أو الأمم، هو التباعد المتزايد بين البشر والله تعالى. فقد أصبحت الأموال والسلطة والسعي إلى الثروة آلهة هذا العصر. وللحفاظ على هذه الأصنام الزائفة، استغل أهل الدنيا النساء منذ زمن بعيد بطرق مخادعة ومهينة، فحولوهن إلى مجرد بيادق شطرنج لتحقيق أهدافهم المادية. على سبيل المثال، تتمتع وكالات الاستخبارات بتاريخ طويل من استغلال النساء، واستخدامهن كطعم لإغراء الرجال في مواقف محرجة. وتستخدم هذه التكتيكات المهينة لانتزاع أسرار الدولة، والمعلومات السرية، وعقد الصفقات السرية عن طريق الإكراه. وعلى هذا فإن الدول التي تدعي أنها تقف في الصدارة في حقوق المرأة لا تفكر فيما يقومون به من إهانة المرأة واستخدامها لتحقيق مصالحها المالية والسياسية. وفي مثل هذه الظروف، يقع على عاتق النساء الأحمديات مناصرة الحقوق الحقيقية للمرأة من خلال السعي إلى ترسيخ الأخلاق والفضيلة على كل مستوى من مستويات المجتمع.

وكما قلت آنفًا، بينما يتعين على المرأة الأحمدية حماية نفسها وإرشاد أطفالها، يتعين عليها أن تسعى دائمًا إلى إنقاذ المجتمع الأوسع والأجيال القادمة من الخراب الروحي. وقد تتساءلن كيف يمكنكن، كأفراد، إنقاذ العالم. والإجابة تكمن في البدء من منازلكن. فلا شك أن النساء يلعبن دورًا محوريًا داخل منازلهن ولديهن القدرة على تشكيل طبيعة سير أسرهن. كما أن تأثيرهن على أزواجهن وأبنائهن وإخوانهن وأقاربهن الآخرين يمكّنهن من العمل كمحفزات للسلام والوئام.

وعلى العكس من ذلك، وبصفتهن زوجات أو أمهات أو حموات أو أخوات أزواج، فهن قادرات أيضًا على خلق المشاكل والتسبب بالخلافات داخل الأسرة. لذا، استخدمن تأثيركن لتنمية الحب والسلام والوحدة داخل منازلكن.

وعلى نحو مماثل، في المجتمع الأوسع، استخدمن أصواتكن ومهاراتكن وقدراتكن لتعزيز السلام والوئام، بدلاً من إشعال الانقسام أو الخلاف. وبشجاعة وفخر، كن قدوة في الأخلاق والصدق.

في عالم اليوم، أصبح الاختلاط الحر بين الرجال والنساء دون قيد أو شرط أمرًا طبيعيًا. ومن المؤسف أن هذه النزعة الاجتماعية تؤثر أيضًا على بعض الرجال والنساء الأحمديين، الذين إما لسذاجتهم أو لتجاهلهم المتعمد لدينهم، يتخلون عن درع الحجاب الواقي ويؤسسون صداقات أو صلات غير لائقة. قد ينظر المتورطون إلى مثل هذا التواصل على أنه بريء أو غير ضار. ومع ذلك، يمكن أن تتطور مثل هذه العلاقات بسهولة وتؤدي إلى نتائج مدمرة. والنتيجة هي أن النساء يدسن على حقوق النساء الأخريات من خلال تكوين العلاقات مع أزواجهن. إن الألم والمعاناة الناتجة عن ذلك على الأسر لا يمكن قياسها. وبالتالي، اعتبر الله تعالى الحياء علامة ورمزًا للمرأة الصالحة والمؤمنة وجزءًا أساسيًا من الإيمان. إذا كانت المرأة المسلمة تمتلك هذه الصفة، فلن تنشأ الظروف أو الإمكانية التي قد تنخرط فيها في اتصال غير لائق مع الرجال. ولذا، يجب على النساء والفتيات الأحمديات دائمًا الحفاظ على حدود مناسبة مع الرجال حتى لا يتم المساس بحيائهن وكرامتهن أو التشكيك فيها.

وبفضل الله تعالى، تفهم غالبية النساء والفتيات الأحمديات قيمة هذه المبادئ الإسلامية، ويدركن ويؤكدن بكل فخر على أهمية الحفاظ على عفتهن وإيثار دينهن وعلاقتهن بالله على أمور الدنيا كلها. ومع ذلك، فإن العالم غارق في الفجور والرذيلة إلى حد يتطلب الحذر الشديد والجهد المستمر لحماية النفس. تذكرن دائمًا أن نيل أفضال الله ورضاه هو الهدف الرئيس للمؤمن. ولذا، يجب على كل رجل وامرأة أحمديين الاجتهاد في الحفاظ على عفتهم بأي ثمن. يجب أن يكون هدفكن هو التفوق في البر والخير، من أجل نيل مرضاة الله فقط. علاوة على ذلك، لا ينبغي أن تأتي العادات والصفات الجيدة وتذهب كالريح. بل يجب أن تصبح كل فضيلة نتبناها، سواء كانت مرتبطة بأداء حقوق عبادة الله أو خدمة الإنسانية، سمة دائمة في حياتنا. إذا كانت تطلعاتنا نبيلة، فسوف نستمر، إن شاء الله، في الصعود على سلم التقوى والفلاح الروحي.

لذلك، يجب على عضوات اللجنة أن يجتهدن في الوصول إلى أعلى مستويات الروحانية والأخلاق. اجتهدن في زيادة معرفتكن وفهمكن الديني، وركزن باستمرار على التربية والصفات الأخلاقية لأطفالكن وتأكدن من أنهم يتعلمون أفضل الأخلاق ويطورون حبًا صادقًا لدينهم.

كما يجب أن تضطرب قلوب جميع عضوات اللجنة وتمتلىء بالحزن العميق عند رؤية كيف يبتعد البشر بسرعة عن الله تعالى. في الواقع، يجب أن يكون هذا سببًا لألم شديد لكل أحمدي ويجب أن نسعى جاهدين لوقف هذا الانحدار الأخلاقي والروحي. لذا، اعتبرن واجبكن المقدس أن تنرن الآخريات وتقنعنهن بأن الخلاص الحقيقي يكمن فقط في عبودية الله تعالى والإخلاص له.

في الواقع، لقد أرسل الله تعالى الأنبياء إلى جميع أنحاء العالم لترسيخ الأخلاق والفضيلة في المجتمع، وبلغ ذلك الذروة من خلال نزول تعاليم الإسلام السامية والعالمية على رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). ثم في هذا العصر، أرسل الله بفضله ورحمته المسيح الموعود (عليه السلام) كنور هادٍ للبشرية. وإنه لمن حسن حظنا أننا بايعناه وتعهدنا من خلال ذلك رسميًا بإيثار ديننا إلى الأبد على جميع شؤون الدنيا. هذا التعهد يلزمنا بالسعي بلا كلل نحو غرس أعلى المعايير الروحية والأخلاقية في أنفسنا وأجيالنا القادمة. لذا، كنساء وفتيات أحمديات، لا تنسين أبدًا أنكن تعهدتن بالعمل الصالح للوفاء بحقوق الله وحقوق البشر. لقد تعهدتن بتبني جميع أشكال الفضيلة والخير، والتمسك دائمًا بأهداب الصدق. وتعهدتن بتربية وإرشاد أطفالكن. وبالاستعداد لكل تضحية ممكنة من أجل دينكن. إذا تأملتن بهذه الكلمات، فسوف تدركن أنها ليست كلمات تافهة تؤخذ باستخفاف. فلتكريم هذه العهود المقدسة التي قطعتنها على أنفسكن أمام الله تعالى، يجب أن تكرسن أنفسكن بكل إخلاص لطاعته والوفاء بحقوق خلقه. لذلك، لا تظنّن أن عهد اللجنة الذي أخذتنه قبل بضع دقائق كان مجرد إجراء أو طقس شكلي.

بل تذكرن أن الله تعالى يقول إن المؤمنين سوف يحاسبون على عهودهم معه. ومن فضل الله ورحمته أنكن جميعًا سافرتن من جميع أنحاء البلاد لحضور هذا الاجتماع، متغاضيات عن أي صعوبة أو تعب، حرصًا على الاستماع إلى كلام الله تعالى ورسوله. ما شاء الله.

إن هذا دليل على رغبتكن في الوفاء بعهدكن بإيثار دينكن على جميع شؤون الدنيا. ومع ذلك، فإن الرغبات الدنيوية يمكن أن تغلب الشخص في أي لحظة وتجعله يهمل التزاماته الدينية. لذلك، لا تنسين أبدًا ما هو هدفكن الأساس. إذا كان هناك اليوم نساء في العالم يبتعدن طوعًا وبفرح عن المساعي الدنيوية من أجل الله ويتحدن معًا للسعي الجماعي إلى النمو الروحي والتميز الأخلاقي، فلا بد أنهن النساء الأحمديات. وبفضل الله، غُرست في العديد من النساء الأحمديات في جميع أنحاء العالم التقوى والإخلاص والخير وهن يبتعدن عن الشر والخطأ. إنهن ثابتات في الإيمان ويمتلكن المعرفة الدينية. إنهن ذكيات ويخدمن الجماعة والمجتمع الأوسع بإخلاص وتفان. ومع ذلك، يختبئ الشيطان في الظل في جميع الأوقات، جاهزًا للانقضاض. إنه يسعى إلى استغلال أي لحظة ضعف من أجل زرع الانقسام وصرف الناس عن طريق الحق والأخلاق. لذا، لا ينبغي أن يقتصر تركيزكن على التحلي بالتقوى في أيام الإجتماع الثلاثة أو بعض المناسبات الأخرى خلال العام فحسب، بل يجب أن تكون رحلتكن نحو التميز الروحي والأخلاقي مسعى مدى الحياة، وليس هدفًا موسميًا. ابحثن دائمًا عن تلك الفضائل التي تفتح لكن دروب أفضال الله وجزائه.

وفي هذا الصدد، حدد الله تعالى في القرآن الكريم صفات وسمات محددة تشكل علامة مميزة للمرأة المؤمنة. أولاً، قال الله تعالى إن دلالة المرأة المؤمنة هي طاعتها التامة وإخلاصها لله ورفضها لجميع أشكال الشرك بالله. إن تجنب الشرك بجميع مظاهره أساس ديننا. ومع ذلك، في بعض الأحيان، يقع المرء فيه دون أن يدرك. لذا، ابقين يقظات دائمًا واحفظن أنفسكن بقوة حتى من أكثر أشكال الشرك خفية. لهذا، يجب أن تزدن من عبادة الله. وتتأملن وتفهمن أسماء الله الحسنى وتواظبن على ذكر الله. من خلال إبقاء صفات الله في العقل، ستنشئن درعًا روحيًا ضد أشكال الشرك المختلفة التي يمكن أن تتسلل إلى قلب الإنسان وعقله.

وكما ذكرت في خطبة الجمعة قبل بضعة أسابيع، ينبغي أن تقضين أكبر قدر ممكن من الوقت في الصلاة على النبي والاستغفار. فهذا من شأنه أن يحميكن من وساوس الشيطان، ويجعل محبة الله تجري في عروقكن، ويدفعكن إلى العمل بأوامره. وسوف تركزن بشكل طبيعي على عبادة الله، وتذكرنه دائمًا. وعلاوة على ذلك، سوف تغرسن في أطفالكن الأهمية الأساسية للصلاة، وقيمتها التي لا تضاهى. والواقع أن الواجب الأول الذي فرضه الله تعالى على المرأة المسلمة هو تربية أطفالها الأخلاقية والروحية. ولا شك أن المرأة تلعب دورًا محوريًا في خلق مجتمع صالح ومبارك. ومن ثم، فلا بد لكل أم أحمدية أن تعتبر أن من واجبها الأساس أن تغرس في أطفالها والأجيال القادمة هذه القيمة والبركات الأبدية المتمثلة في تكوين رابطة لا تنفصم مع الله تعالى. فكما عليكن تشجيع أبنائكن على الدراسة والتفوق العلمي، عليكن أيضًا أن تحرصن على اكتسابهم للمعارف الدينية وتعلم تعاليم دينهم. فبإتمامكن لواجباتكن تجاه أبنائكن، ستحظين بالشرف النبيل المتمثل في حماية مستقبل أبنائكن، وبالتالي سينشأ مجتمع طاهر وصالح، وبفضل محبتكن وتوجيهكن، سيكبر أبناؤكن إن شاء الله لخدمة الإسلام، ونقل قيمه إلى أبنائهم، وبذلك ستمتد ثمار جهودكن النبيلة عبر الأجيال إن شاء الله.

علاوة على ذلك، فقد تعهدتن جميعًا بطاعة أي قرار معروف يتخذه خليفة المسيح. في الواقع، يعني المعروف ويتطلب منكن تنفيذ أوامر الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والعمل بها. ويتطلب منكن العمل بإخلاص بجميع تعاليم المسيح الموعود (عليه السلام) التي تعد مصدرًا للتنوير الدائم للبشرية. ويتطلب منكن العمل وفقًا للتعليمات والإرشادات التي يقدمها خليفة الوقت في هذا العصر لأبناء الجماعة في ضوء تعاليم الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم).

ولأداء واجباتكن لا يكفي القول أنكن تدعين الله أن يمنحكن القدرة على تنفيذ أوامره، بل عليكن إلى جانب الدعاء بذل كل جهد ممكن وأن تكن مستعدات لكل تضحية مطلوبة على الدوام. ومن الفضائل الأخرى التي يأمر بها القرآن الكريم أداء الأمانة الملقاة على عاتقكن، حيث يقول إن عليكن غرس روح التضحية في أنفسكن، وأن عليكن قول الصدق. وسواء كان ذلك عمدًا أو عن سذاجة، فإن الناس يقولون أحيانًا نصف الحقيقة أو يتحدثون بطريقة مضللة. وهذا خطأ وخطيئة. يجب ألا تتحدثن أبدًا بطريقة تخدع الآخرين بأي شكل من الأشكال. ولذا، فإذا بذل قسم التربية في اللجنة جهودًا متضافرة لتشجيع السيدات والناصرات على مراعاة القيمة الهائلة للصدق، فيمكن أن يشعل ذلك شرارة تحول روحي وأخلاقي كبير. في الواقع، أرى أنه إذا زرعت جميع عضوات اللجنة عادة التحدث والتصرف بصدق، فسيتم القضاء على أكثر من نصف نقاط الضعف والنواقص الموجودة بشكل فردي أو جماعي.

إضافة إلى ذلك، يأمر القرآن الكريم الإنسان بأن لا يتكلم أو يتصرف على نحو يثير السوء والاضطراب في المجتمع أو يغذي العداوة والاستياء بين الناس. ثم يأمر المؤمن أيضًا بأن لا ينخرط في الغيبة أبدًا. ومن المؤسف أن التحدث بسوء عن الآخرين وراء ظهورهم أمر شائع جدًا في المجتمع، ومن المؤسف أن بعض الأحمديين يقعون فريسة لهذه الرذيلة. تذكرن أن الله تعالى يقول إنك إذا اغتبت الآخرين فهذا يعادل أكل لحم أخيك ميتًا. كيف يمكن لأي شخص أن يرضى أو يرغب في التصرف بهذه الطريقة؟

ومن المخالفات الأخرى التي يحرمها الله تعالى السخرية أو الاستهزاء بالناس لأنه يسبب الألم والضيق للآخرين ويقوض سلام المجتمع وتماسكه.

لذا، احرصن دائمًا على مراعاة مشاعر وأحاسيس الآخرين. والغيرة شر آخر حرمه الله. وهي تلتهم الإنسان من الداخل كالنار المشتعلة التي تحرق بلا هوادة. عندما تُترك هذه الغيرة دون رادع، فيمكن أن تتفاقم إلى الحد الذي يسعى فيه الفرد بهمَّة إلى إيذاء الآخرين.

لذا، يجب على عضوات اللجنة والناصرات الأكبر سنًا أن يسعين جاهدات لتحرير أنفسهن من كل تلك الشرور والخطايا التي حرمها الله، وأن يتبنين بدلاً من ذلك الفضائل والصفات الطيبة المطلوبة من المؤمن الحقيقي. تذكرن دائمًا أن مهمتنا هي إنشاء مجتمع نقي وصالح يكون وسيلة للسلام والأمن في العالم ومليئًا بالحب والرحمة.

وكما قلت آنفًا، فإن كل شيء يبدأ من المنزل. لذا، يجب أن تحرصن على أن تكون حياتكن المنزلية نقية ومليئة بالحب. وبعد ذلك، اجتهدن في ضمان أن تكون بلداتكن ومدنكن وبلدانكن والعالم الأوسع مليئًا بالسلام والحب والوئام. واعتبرن دائمًا أنه من فضل الله العظيم عليكن وجودكن بين هؤلاء المحظوظين الذين، تحقيقًا لوعد الله تعالى، متحدون على يد واحدة تحت ظل الخلافة الأحمدية.

وكما قلت، فإنكن قد عاهدتن الله تعالى على الالتزام بأي قرار معروف يتخذه خليفة الوقت. لذا، بصفتكن عضوات في لجنة إماء الله، اجتهدن دائمًا لتعزيز علاقتكن بالخلافة والعمل وفقًا لتعليمات خليفة المسيح وقراراته. لا تسمحن أبدًا لأي فكرة تتعارض مع تعليمات الخلافة أن تتسرب إلى أذهانكن ولا تظهرن أبدًا أي شكل من أشكال النفاق. إن البقاء على ارتباط وثيق بالخلافة سيضمن، بإذن الله، وحدة وتقدم جماعتنا إلى الأبد. وبالمثل، سيمهد الطريق للتقدم الروحي لكل أحمدي ويفتح الباب أمام البركات الإلهية التي لا تعد ولا تحصى من الله تعالى. لا شك أن بركات الله عندما تنزل على شخص ما، فإنها تشبه المطر الصافي الذي ينهمر بغزارة من السماء، فيحيي حتى أكثر الأراضي جفافًا وقحطًا ويحولها إلى بساط من الحقول الخضراء النابضة بالحياة.

وهكذا بمشيئة الله سوف تنلن بفضل الله ورحمته في هذه الدنيا الراحة الحقيقية والسعادة من أبنائكن والأجيال القادمة وهم يؤثرون دينهم على كافة أمور الدنيا، ثم في الآخرة سوف يظهر الله تعالى فضله ورضاه بصورة أكبر من تصوراتنا.

بهذه الكلمات أدعو الله عز وجل أن يوفقنا جميعًا إلى إصلاح أنفسنا وأن نعيش حياتنا وفقًا للتعاليم الحقيقية للإسلام. وأتمنى أن تنير جميع النساء والفتيات الأحمديات الطريق المؤدي إلى فضل الله ورحمته لأطفالهن وبقية المجتمع. وأن تعيش جميع النساء والفتيات الأحمديات وفقًا للأهداف الحقيقية للجنة إماء الله، وأن يعشن حياتهن كخادمات مخلصات ووفيات لله عز وجل. أسأل الله عز وجل أن يوفقكن جميعًا للقيام بذلك. آمين.

انضممن إلي الآن بالدعاء الصامت.