ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 14/03/2025
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 14/03/2025 والتي استهلها بقوله تعالى:
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ"
ثم قال:
لقد لُفت انتباهنا إلى تلاوة القرآن الكريم خلال شهر رمضان. ففي كل عام، كان جبريل (عليه السلام) يراجع القرآن الكريم بأكمله الذي نزل حتى ذلك الحين مع النبي (صلى الله عليه وسلم) خلال شهر رمضان. وفي السنة الأخيرة من حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)، راجع جبريل القرآن الكريم مرتين مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في شهر رمضان.
وخلال شهر رمضان، تُعقد دروس القرآن الكريم في المساجد، وتُقام صلاة التراويح، وتُبث تلاوة القرآن الكريم على إم تي إيه فعلى الجميع الاستماع إليها.
ومع ذلك، لكي نستفيد ونحصد البركات حقًا، علينا فهم القرآن الكريم والعمل به. وعلينا أيضًا الاستماع إلى دروس القرآن الكريم، بالإضافة إلى خطب الخلفاء في شرحه. ولن نستفيد حقًا إلا بالعمل به.
يقول الله تعالى: "ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين".
فلكي نكون متقين حقًا، فقد فرض الله علينا العمل به، وحينها نصبح مؤمنين حقيقيين وننال بركاته.
وقد بين المسيح الموعود (عليه السلام) أن بركات القرآن الكريم هي نفسها التي كانت عليه زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) فبركاته مستمرة والعمل به يجنب المرء الوقوع في الضلال.
وعملاً بسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، علينا الحرص على ختم القرآن الكريم كاملاً خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى قراءة التفسير.
يعتقد البعض أن القرآن الكريم كتابٌ صعبٌ جدًا ولكن الله تعالى يقول:
"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر"
إن هذا قول الله، وهو الله الذي خلق الإنسان وهو الأعلم بفطرته وقدراته. يقول الله نفسه إنه قد يسر تعاليم القرآن الكريم، لذا يجب على المرء أن يسعى للعمل بها، ومن يفعل ذلك سيُفلح لا محالة.
يُحدد القرآن الكريم ما يجب وما لا يجب فعله في الحياة ويبين طرق العبادة، كما أنه قد وضع إرشادات للمجتمع والتعاملات الاجتماعية، وإن تطبيقها يؤدي إلى حياة هانئة وبيئة سلمية، ويُمكّن الناس من نيل بركات الله. إذا فهمنا هذا، سنستمر في تلقي بركات الله، وستكون أجواء منازلنا هادئة، وسينعم المجتمع من حولنا بالسلام.
ونحن كأحمديين سعداء بقبولنا المسيح الموعود (عليه السلام) الذي جاء حكمًا عدلًا وسلط الضوء على المعاني الدقيقة والخفية للقرآن الكريم. سيكون من المؤسف ألا نستفيد من معاني القرآن الكريم التي شرحها لنا المسيح الموعود (عليه السلام) وأن لا نعمل وفقًا لها. أما إذا استفدنا منها، فسنضمن لأنفسنا النجاح. وهناك أيضًا تفاسير الخلفاء، مثل التفسير الكبير لحضرة المصلح الموعود (رضي الله عنه).
يحضر الآباء أطفالهم إليه لحفل "الآمين" فبينما يؤدون جانبًا من واجباتهم بمساعدة أطفالهم على إتمام قراءتهم الأولى للقرآن الكريم، عليهم أيضًا تنمية رغبة دائمة في قراءة القرآن الكريم لدى أطفالهم. ولا يتحقق هذا إلا عندما ينتبه الآباء أنفسهم لهذا الأمر أيضًا، بحيث يرى الأطفال آباءهم يتلون القرآن الكريم.
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "مثلُ المؤمنِ الَّذي يقرأُ القرآنَ كالأُتْرُجَّةِ طعمُها طيِّبٌ وريحُها طيِّبٌ والَّذي لا يقرأُ كالتَّمرةِ طعمُها طيِّبٌ ولا ريحَ لها ومثلُ الفاجرِ الَّذي يقرأُ القرآنَ كالرَّيْحانةِ ريحُها طيِّبٌ وطعمُها مُرٌّ ومثلُ الفاجرِ الَّذي لا يقرأُ القرآنَ كمثلِ الحنظلةِ طعمُها مرٌّ وريحُها مرٌّ"
فبدون العمل بالقرآن الكريم، لا يُمكننا العمل وفقًا لتعاليم الإسلام. وبناءً على حديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، يجب أن نسعى جاهدين لنكون ممن لا يشمون الطيب فحسب، بل ينشرونه أيضًا.
وبالمثل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الجاهرُ بالقُرآنِ كالجاهرِ بالصدقةِ، والمُسِرُّ بالقُرآنِ كالمُسِرِّ بالصدقةِ". لذا، يجب أن نحرص على المداومة على صدقة تلاوة القرآن الكريم، سواءً في العلن أو في السر. وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أيضا "لا حسدَ إلا على اثنتينِ رجلٌ آتاه اللهُ مالًا فهو ينفقُ منه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ ورجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فهو يقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ"
يقول المسيح الموعود (عليه السلام): "إن الذي يقرأ القرآن ولا يعمل به هو الذي يلعنه القرآن. فإذا مرّ المرء أثناء تلاوة القرآن بآية رحمة فعليه أن يسأل الله من رحمته، وإذا مرّ بآية تذكر نزول عذاب على قوم فعليه أن يستعيذ بالله من عذابه. وينبغي تلاوة القرآن بالتدبر والإمعان، كما يجب العمل به".
في عالمنا الغربي اليوم، يتأثر الكثيرون سلبًا ويتورطون في الرذائل. ولكن بقراءة القرآن الكريم بتدبر، يمكننا أن ندعو الله أن يحمينا من هذه الأمور. يمكن لقساة القلوب أن تلين قلوبهم بقراءة القرآن الكريم فالقرآن الكريم كبستان يزخر بأنواع مختلفة من الفاكهة. لذا، يجب أن نفكر فيما إذا كنا نستفيد من القرآن الكريم، وما إذا كنا نتبع أوامره وندعو الله أن يحمينا من أنواع العذاب المذكورة فيه.
بتطبيقنا تعاليم القرآن الكريم، لا نستفيد أنفسنا فحسب، بل نفيد أجيالنا القادمة، ونسعى لتحقيق غاية خلقنا. لذا، وخاصةً في أيام رمضان، عندما نركز على القرآن الكريم، علينا أن نعاهد أنفسنا على مواصلة هذا التركيز، وأن نسعى جاهدين للعمل وفقًا لتعاليمه ولغرس حبٍ دائم للقرآن الكريم في نفوس أطفالنا. وعندما نفعل ذلك، ستكون حياتنا ناجحة.
أدعو الله أن يوفقنا ليس فقط لتلاوة القرآن الكريم في رمضان، بل لفهمه أيضًا. فلنعاهد أنفسنا على العمل به، والوفاء به، وجعله جزءًا من حياتنا طوال العام