ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 04/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 04/04/2025 حيث تابع الحديث عن خيبر وقال:
مع فرحة فتح خيبر، فرح النبي صلى الله عليه وسلم لعودة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه مع المهاجرين من الحبشة، فبعد 14 أو 15 عامًا من الغربة، وصل المهاجرون في سفينتين إلى المدينة. وعندما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذهب إلى خيبر، ساروا بسرعة إلى هناك للقائه، وعندما رآهم صلى الله عليه وسلم قام ليحتضنهم، وقبّل بين عيني جعفر رضي الله عنه وقال: "مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أُسَرُّ: بِفَتْحِ خَيْبَرَ، أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ؟"، وكان مع جعفر في هذا السفر أيضًا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه مع أكثر من خمسين من قومه.
وقد نال جَعْفَر وَالْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ سَافَرُوا معه فِي السَّفِينَةِ مَنزِلَةً عَظِيمَةً، لِذَٰلِكَ سُمُّوا "أَصْحَابَ السَّفِينَةِ".
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالْآخَرُ أَبُو رُهْمٍ إِمَّا قَالَ بِضْعٌ وَإِمَّا قَالَ فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ أَوْ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي فَرَكِبْنَا سَفِينَةً فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ وَكَانَ أُنَاسٌ مِنْ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا يَعْنِي لِأَهْلِ السَّفِينَةِ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَةً وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ مَنْ هَذِهِ قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَالَ عُمَرُ الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ قَالَتْ أَسْمَاءُ نَعَمْ قَالَ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكُمْ فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ كَلَّا وَاللَّهِ كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَايْمُ اللَّهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْأَلُهُ وَاللَّهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَمَا قُلْتِ لَهُ قَالَتْ قُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا قَالَ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ قَالَتْ فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالًا يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ مَا مِنْ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان هناك عبد حبشي لرجل من أهل خيبر، يرعى غنما لهم، لما رآهم قد أخذوا السلاح واستعدوا لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألهم: ما تريدون؟ قالوا: نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبي.
قوقع في نفسه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرج بغنمه ليرعاها، فأخذه المسلمون، فجاءوا به لرسول لله، فكلمه صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يكلمه، فقال الرجل: ماذا تقول، وماذا تدعو إليه؟ قال: "أدعوك إلى الاسلام وأن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأن لا تعبد إلا الله". قال العبد: وما ذا يكون لي إن شهدت بذلك، وآمنت بالله تعالى؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لك الجنة إن آمنت على ذلك" فأسلم العبد، وقال: يا رسول الله إني رجل أسود اللون قبيح الوجه، منتن الريح، لا مال لي، فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل، أدخل الجنة ؟ قال: "نعم".
قال: يا رسول الله إن هذه الغنم عندي أمانة فكيف بها ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أخرجها من العسكر، وارمها بالحصباء فإن الله - عز وجل - سيؤئي عنك أمانتك" ففعل، وأعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمته، فخرجت الغنم تشتد مجتمعة كأن سائقا يسوقها حتى دخلت كل شاة إلى أهلها.
ثم تقدم العبد الأسود إلى الصف، فقاتل فأصابه سهم فقتله، ولم يصل لله - تعالى - سجدة قط، فاحتمله المسلمون إلى عسكرهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أدخلوه الفسطاط"، وفي لفظ "الخباء" فأدخلوه خباء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه، وهو مقتول، فقال: "لقد حسن الله وجهك، وطيب ريحك، وكثر مالك.
تم تقسيم أموال غنائم خيبر بشكل عام بين الذين كانوا حاضرين في صلح الحديبية. ولكن، كاستثناء، تم إعطاء حصة لجابر بن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، كما تم إعطاء بعض الأشخاص الذين عادوا من الحبشة، إضافة إلى أبي هريرة رضي الله عنه وغيره، والنساء اللواتي شاركن في خيبر.
تقول امرأة من بني غِفَار: "جئتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عدد من نساء بني غِفَار، وقلنا: يا رسول الله، نريد أن نخرج معك، وكنتَ في ذلك الوقت متجهًا إلى خيبر. سنعالج الجرحى ونساعد المسلمين". فقال صلى الله عليه وسلم: "اخرجن مع بركة الله تعالى". فخرجنا معه، وعندما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، أعطانا من المال شيئًا. وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم قلادة ووضعها في عنقي. والله، هذه القلادة ظلت معلقة في عنقي دائمًا، ولم أفارقها ولو للحظة واحدة. حتى إن تلك الصحابية أوصت بأن تُدفن هذه القلادة معها عند موتها، وأن لا يفك أحد العقدة التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقد ذُكر أن اسمها هو أُمَيَّة بنت قَيْس أبو صَلْت.
عندما جُمعت غنائم خيبر، وُجدت بينها بعض صحف التوراة. فحضر اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطالبوا بإعادتها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإرجاع صحفهم إليهم محفوظة فكان من كمال تسامح النبي صلى الله عليه وسلم الديني وحرصه على احترام مشاعر الآخرين الدينية أن أمر بإعادتها إليهم.
وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة من حياتهم.