ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 16/05/2025
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في السادس عشر من شهر مايو/أيار الجاري، حيث تابع الحديث عن سرايا الرسول ﷺ ومنها:
سرية أبو قتادة الأنصاري باتجاه خضرة:
وقعت هذه السرية في شعبان من السنة الثامنة للهجرة. كانت خضرة تُعدّ من أراضي بني محارب، وتقع شمال شرق المدينة المنورة. كما كانت تُعتبر جزءًا من منطقة تهامة، التي تُدرج ضمن نجد. كانت إحدى فروع بني غطفان تسكن هذه المنطقة. وكان بنو غطفان يعادون الإسلام باستمرار، ولم يفوتوا أي فرصة لإلحاق الضرر بالمسلمين. وكان بنو غطفان المقيمون في منطقة خضرة بنجد منشغلين بنشر الفتن والتحريض ضد دولة المدينة.
قال عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي: تزوجت ابنة سراقة بن حارثة اللجاري وكان قتل ببدر، فلم أصب شيئًا من الدنيا كان أحب إلي من مكانها، فأصدقتها مائتي درهم، فلم أجد شيئًا أسوقه إليها فقلت:على الله ورسوله المعول. فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: كم سقت إليها! قلت: مائتي درهم. فقال: لو كنتم تغترفونه من ناحية بطحان ما زدتم. فقلت: يا رسول الله، أعني في صداقها. فقال: ما وافقت عندنا شيئًا أعينك به، ولكني قد أجمعت أن أبعث أبا قتادة في أربعة عشر رجلاً في سرية، فهل لك أن تخرج فيها؟ فإني أرجو أن يغنمك الله مهر امرأتك. فقلت: نعم. فخرجنا فكنا ستة عشر رجلاً بأبي قتادة وهو أميرنا، وبعثنا إلى غطفان نحو نجد فقال: سيروا الليل واكمنوا النهار، وشنوا الغارة، ولا تقتلوا النساء والصبيان. فخرجنا حتى جئنا ناحية غطفان، فهجمنا على حاضرٍ منهم عظيمٍ. وخطبنا أبو قتادة وأوصانا بتقوى الله عز وجل، وألف بين كل رجلين وقال: لا يفارق كل رجلٍ زميله حتى يقتل أو يرجع إلي فيخبرني خبره، ولا يأتني رجلٌ فأسأل عن صاحبه فيقول، لا علم لي به! وإذا كبرت فكبروا، وإذا حملت فاحملوا، ولا تمعنوا في الطلب. فأحطنا بالحاضر فسمعت رجلاً يصرخ: يا خضرة! فتفاءلت وقلت: لأصيبن خيرًا ولأجمعن إلي امرأتي! وقد أتيناهم ليلاً. فجرد أبو قتادة سيفه وجردنا سيوفنا، وكبر وكبرنا معه، فشددنا على الحاضر فقاتل رجالٌ، وإذا برجلٍ طويلٍ قد جرد سيفه صلتًا، وهو يمشي القهقرى ويقول: يا مسلم، هلم إلى الجنة! فاتبعته ثم قال: إن صاحبكم لذو مكيدة، وإن أمره هو الأمر. وهو يقول: الجنة! الجنة! يتهكم بنا. فعرفت أنه مستقبل فخرجت في أثره، فيناديني صاحبي: لا تبعد، فقد نهانا أميرنا أن نمعن في الطلب! فأدركته فرميته، ثم قال: ادن يا مسلم إلى الجنة! فرميته حتى قتلته بنبلي، ثم وقع ميتًا فأخذت سيفه. وجعل زميلي ينادي: أين تذهب؟ إني والله إن ذهبت إلى أبي قتادة فسألني عنك أخبرته. فلقيته قبل أبي قتادة فقلت: أسأل أميري عني؟ فقال: نعم، وقد تغيظ علي وعليك. وأخبرني أنهم جمعوا الغنائم - وقتلوا من أشرف لهم - فجئت أبا قتادة فلامني فقلت: قتلت رجلاً كان من أمره كذا وكذا. ثم استقنا النعم، وحملنا النساء، وجفون السيوف معلقة بالأقتاب. فأصبحت - وبعيري مقطور - بامرأة كأنها ظبيٌ، فجعلت تكثر الالتفات خلفها وتبكي، قلت: إلى أي شيءٍ تنظرين؟ قالت: أنظر والله إلى رجلٍ لئن كان حيًا ليستنقذنا منكم. فوقع في نفسي أنه الذي قتلته فقلت: قد والله قتلته، وهذا سيفه معلق بالقتب إلى غمده، فقالت: هذا والله غمد سيفه، فشمه إن كنت صادقًا. قال: فشمته فطبق. قال: فبكت ويئست. قال ابن أبي حدرد: فقدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم بالنعم والشاء.
وهناك سرية أبي قتادة رضي الله عنه باتجاه وادي إضم في رمضان 8 هـ (يناير 630م)
يقع وادي إضم على بعد 36 ميلًا شرق المدينة المنورة في منطقة نجد. كانت قبيلة بني أشجع، إحدى فروع غطفان، تسكن هذه المنطقة.
عندما عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على التوجه إلى مكة لفتحها، أرسل أبا قتادة رضي الله عنه إلى وادي إضم، الواقع شرق المدينة المنورة [بينما تقع مكة جنوبًا]، وذلك ليعتقد الناس أن وجهة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مكة، بل إضم.
وفقًا لرواية أخرى، كان قائد هذه السرية عبد الله بن أبي حَدْرَد رضي الله عنه.
عن ابن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم في نفر من المسلمين منهم، أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة بن قيس، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له معه متيع له ووطب من لبن، فسلم علينا بتحيه الإسلام فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله لشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتيعه، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه الخبر فنزل فينا القرآن "يَاأَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيْلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوْا وَلَا تَقُوْلُوْا لِمَنْ أَلقٰى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُوْنَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيْرَةٌ كذٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوْا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ خَبِيْرًا"
ثم قال أمير المؤمنين (نصره الله) إنه سيذكر أحد علماء الجماعة وخادم للخلافة، توفي مؤخرًا، إلى جانب أحمدي آخر استشهد أسيرًا.
المرحوم الأول هو سيد مير محمود أحمد ناصر، ابن أخ حضرة نصرت جهان بيغم، وصهر حضرة المصلح الموعود (رضي الله عنهما). تلقى تعليمه الأولي في قاديان، ثم حصل على درجة البكالوريوس من جامعة البنجاب. كرّس حياته لخدمة الإسلام يوم وفاة والده.
كتب ابنه محمد أحمد، أن والده كان يُقدّر يوم 17 مارس، وهو اليوم الذي كرّس فيه حياته للدين، تقديرًا كبيرًا. وروى سيد مير محمود أحمد ناصر أن الخليفة الثاني (رضي الله عنه) قضى اليوم كله في منزلهم، يصلي هناك، بل ويلقي خطابًا قصيرًا. وفي تلك اللحظة، وهو في الرابعة عشرة من عمره فقط، وقف وقال إنه يرغب في تكريس حياته لخدمة الدين. وقد سُرّ الخليفة الثاني (رضي الله عنه) بذلك كثيرًا، وقد واصل الوفاء بهذا العهد بطريقة قلّما يفعلها غيره.
حيث خدم كداعية في المملكة المتحدة، وهناك درس إلى جانب حضرة ميرزا طاهر أحمد (رضي الله عنه). عمل أستاذًا في الجامعة الأحمدية في ربوة، ثم داعية في الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، ثم وكيلًا للتصنيف، ثم مديرًا للجامعة. كما عمل في وكالة التعليم، ومسؤولًا عن خلية البحث، ورئيسًا لمؤسسة النور. كما عمل عضوًا في دار الإفتاء، وخدم في مجلس خدام الأحمدية سكرتيرًا ونائبًا للرئيس. وحقق إنجازات أكاديمية عظيمة. فقد ساعد في ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الأردية على يد الخليفة الرابع (رحمه الله). كما ترجم كتب الصحاح الستة إلى اللغة الأردية.
ثم تحدث أمير المؤمنين عن الشهيد الدكتور طاهر محمود من كراتشي، الذي توفي مؤخرًا أثناء احتجازه في السجن. حيث اتهمته الشرطة واعتقلته لإقامته صلاة الجمعة.