ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين “أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 20/06/2025



 بسم الله الرحمن الرحيم 

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين “أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 20/06/2025 حيث تابع الحديث عن فتح مكة وقال:

قبل الرحيل لمكة، أراد صحابي بدافعٍ من سذاجة أن يخبر أهل مكة بمسير النبي ﷺ إليهم ولكن الله أخبر رسوله بذلك، فقد ورد أن الصحابي حاطب بن أبى بلتعة كتب كتابا إلى قريش يقول: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْكُمْ بِجَيْشٍ كَاللَّيْلِ يَسِيرُ كَالسَّيْلِ وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَوْ سَارَ إِلَيْكُمْ وَحْدَهُ لَنَصَرَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَإِنَّهُ مُنْجِزٌ لَهُ مَا وَعَدَهُ فَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَالسَّلَامُ۔

وقد أرسل كتابه إلى ثلاثة من كبراء قريش: سهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل.

یقول سيدنا المصلح الموعود:

بعث صحابي ضعيف الإيمان إلى أهل مكة رسالة قال فيها: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج مع جيش من عشرة آلاف، لا أعرف مكان توجُّهه، غير أنني أظن أنه قادم إلى مكة، وإن لي بعض الأقارب في مكة وأتوقع أنكم ستساعدونهم في ساعة العسرة هذه وتنقذونهم من كل إيذاء". لم تصل هذه الرسالة إلى مكة إلا وقد دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عليًّا - رضي الله عنه - صباح ذات يوم وقال له: اذهبْ إلى هناك، فقد أخبرني الله تعالى أنك ستقابل هناك امرأة راكبة بعيرا ومعها رسالة إلى أهل مكة فخُذ الرسالة منها وأتِ بها إلي فورا. عندما همَّ عليّ للسفر قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنها امرأة فحذار أن تقسو عليها بل عليك أن تصرّ وتلحّ عليها وإن لم تعترف ولم تنفع التوسلات فيمكنك أن تمارس بعض القسوة، وإذا احتجت لقتلها يمكنك ذلك أيضا، ولكن لا تسمح أن تمر الرسالة بأي حال.

فوصل عليّ - رضي الله عنه - إلى هناك ووجد المرأة فبدأت تبكي وتحلف وتقول: هل أنا خائنة ومخادعة؟ يمكنك أن تفحصني. ففحص جيوبها وأمتعتها ولكن لم يعثر على الرسالة. قال بعض الصحابة: لعل الرسالة ليست معها، غضب عليّ - رضي الله عنه - وقال: عليكم بالسكوت، ثم قال بحماس شديد: والله إن الرسول لا يكذب أبدا. فقال للمرأة بأن محمدا رسول الله قال إن معك رسالة، ووالله إنه لا يكذب. ثم شهر سيفه وقال: يجب أن تسلِّميني الرسالة وإلا فاعلمي أنني لو اضطررت لفحصك عارية لفعلت لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صادق وأنت كاذبة. فعندما هُدِّدت بالتعرية ارتعبت وكشفت خصلات شعرها وسلّمت رسالة كانت قد أخفتها فيها.

 

عيَّن النبي ﷺ أبا رُهم كلثوم بن حصين الغفاري نائبًا عنه في المدينة. وانطلق مع المهاجرين والأنصار وجماعات من العرب بعد أن مضى عشرة أيام من رمضان. كان في الجيش حوالي 7400 مقاتل. وقد ازداد عددهم بانضمام قبائل مختلفة مثل بني أسد وسُليم وغيرهم، حتى بلغ الجيش عشرة آلاف مقاتل أثناء التقدم لمكة. وعندما وصل النبي ﷺ إلى مقام صُلْصُل، أرسل الزبير بن العوام مع مئتي فارس إلى الأمام.

یقول سيدنا المصلح الموعود:

أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إخطارًا إلى كل القبائل، ولما تأكد له أنها على أهبة الاستعداد، أمر المسلمين أن يقوموا بتسليح أنفسهم والاستعداد.

بدأ زحف جيش المسلمين نحو مكة، وعند محطات مختلفة على الطريق انضمت إليه القبائل المسلمة الأخرى. وعندما دخل الجيش بريّة فاران بعد انقضاء عدة أيام، كان عدد المسلمين هو نفسه الذي تنبأ به النبي سليمان - عليه السلام - من قبل، بعد أن تضخم حتى بلغ عشرة آلاف.

في هذا السفر، كانت السيدة أم سلمة رضي الله عنها من أزواج النبي ﷺ المطهرات برفقته.

وبحسب بعض الروايات، كانت أم المؤمنين السيدة ميمونة رضي الله عنها أيضًا معه.

وفي رواية للبخاري، ذُكرت ابنة النبي ﷺ السيدة فاطمة رضي الله عنها أنها كانت أيضًا برفقته.

كان هذا السفر في شهر رمضان. وتُشير الروايات إلى أن النبي ﷺ صام في الأيام الأولى من السفر، لكنه لم يستمر في الصيام بعد ذلك، بل نهى الصحابة رضي الله عنهم عن الصيام.

لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من العَرج في فتح مكة رأى كلبة تهر على أولادها وهن حولها يرضعنها، فأمر رجلا من أصحابه يقال له جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءها، لا يعرض أحد من الجيش لها، ولا لأولادها.

وقدم - صلى الله عليه وسلم - بمائة جريدة تكون أمام المسلمين، فلما كانوا بين العرج والطُّلوب أتوا بعين من هوازن، فاستخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أن هوازن تجمع له فقال: " حسبنا الله ونعم الوكيل " ثم أمر خالد بن الوليد أن يحبسه لئلا يذهب فيحذر الناس، ولما بلغ قُديدا لقيته سليم هناك، فعقد الألوية والرايات، ودفعها إلى القبائل.

في معسكر قُدَيْد، تم تنظيم الجيش على أسس قبلية، حيث عُيّن على كل جيش قبلي ضابط من نفس القبيلة. وقسم النبي ﷺ الأنصار إلى اثني عشر فرقة على أساس عشائري، ست فرق من الأوس وست من الخزرج. أما المهاجرون فقد كان لهم ثلاث رايات، بيد علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم.

خرج أبو سفيان بن الحارث، ابن عم النبي ﷺ وأخوه من الرضاعة، برفقة ابنه جعفر وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة من مكة، فلقيا النبي ﷺ في مكان يُدعى ثنية العقاب بين مكة والمدينة. وكانا من أشد أعداء النبي ﷺ، فلم يجرؤا على التوجه إليه مباشرة. فتحدثت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وهي أخت عبد الله بن أبي أمية، إلى النبي ﷺ وقالت: "يا رسول الله، ابن عمك [أي أبو سفيان] وابن عمتك وصهرك [أي عبد الله] يرغبان في لقائك". فقال النبي ﷺ: "لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي [كان شاعرًا يهجو النبي ﷺ]، وأما صهري فقال لي في مكة ما قال". فلما بلغت هذه الكلمات أبا سفيان بن الحارث، تأثر جدًا وقال: "والله إن لم يرضَ محمد ﷺ عني ويأذن لي باللقاء، لأنطلقن بهذا الغلام [ابنه الذي أحضره معه] إلى الصحراء حتى أموت جوعًا وعطشًا". فلما وصلت هذه الكلمات إلى النبي ﷺ، دعاهما إليه ومنحهما شرف المقابلة، فأسلما وحسن إسلامهما.

وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله مواصلة الدعاء لأوضاع العالم.